|


تركي السهلي
التكتل المدمر
2021-04-17
يدور حديث في الأروقة الصفراء صادر من بعض رجالاته بالتوجه نحو تكوين تكتّل لقيادة أفراد الإعلام النصراوي وتحويلهم إلى أداة ضغط. وهذا تدمير هائل إن حدث.
إن الإعلام بكل وسائله مناخه الأوحد الفضاء الحُر لا المساحة الضيّقة الخانقة. ثم إن هناك اعتقادًا خاطئًا لدى البعض بوجوب السيطرة على الطرح وتوجيهه إلى المبتغى الخاص. ومن يرضى بأن يكون في هذا الإطار عليه أن يحزم أمتعته البالية ومغادرة الوسط فورًا، فلا الصحفي المستقل يقبل بذلك ولا من يُنصّب نفسه قائدًا للتجمّع كفؤًا أصلًا فضلًا عن جهله المُطبق بمهنة الوقوف بجانب القصة الحقيقية.
إن الصحفي الناضج في مطبخ المهنة اللاهب لا يجعل من ذاته لقمة تتجه إلى الأفواه البلهاء المفتوحة على ما سقط فيها، ولا قيمة له أساسًا بين المتعاملين مع المهنة الرفيعة إن هو صفّ في طابور الجوعى.
لقد تكوّن مفهوم ضعيف للغاية لدى بعضهم ناتج عن قصور شديد في فهم دور الإعلامي، يرتكز على أنه يأتي ضمن عوامل الضغط وتشكيل الرأي العام وتوجيهه وأنه لا بد من توظيفه ضمن دائرة مُحدّدة من أجل الحماية أو تصدير خطاب بعيد عن الحقيقة. كما أن هناك أشخاصًا لديهم تحسس كبير من وجود رأي لا يرضى بالتبعية والخنوع يستمد موقفه دائمًا من معطيات لديها بناؤها الواضح في ذهنه هو لا ذهن غيره.
إن الصحفي اللامع جاذب على كل حال، وهو مطمع لمن يرى الانتفاع منه أو من مهنته وإن هو لم يُدرك ذلك فلا أمل من وجوده وتأثيره ولا إدراك لديه بلعبة التوازنات وقراءتها على نحو دقيق، وإن هو أصبح طرفًا ضمن مجموعة تقوده لا تعريف له ولا لعمله وسيظلّ في تقاذف بين المجموعات كُكرة يلهون بها متى ما أرادوا.
إن نادي النصر العظيم مؤسس كبير للرأي وعقل ضخم للاستقلالية منذ أن تأسس في العام 1955م، وهو في كل مرحلة مرّت على تاريخه الطويل كان السيّد الوقور الذي يمنح الآخرين حُرّية الكلام.
لا وضوح الآن في المشهد الأصفر من خارج إدارته، ومن يعتقد أن الالتفاف الذي حصل مع الجمعية العمومية غير العادية الأخيرة مدعى للانقضاض على إعلامه ووضعهم في صندوق الأعضاء لخطأ جسيم سيفقد معه النصراوي مجاله الواسع وروحه التي تربّت على القول في زمن لم يكن يجرؤ أحد على أن يقول كلمة واحدة. سيذهب كل شيء ويبقى النصر.. سيسقط كل تكتل وتبقى الكلمة.