|


سعد المهدي
الآسيوية السهلة الصعبة «4»
2021-04-19
خطوة الأندية السعودية في الجولة الثانية من المباريات الست لدور المجموعات ببطولة “أبطال دوري آسيا” أعادت توازن الأندية الثلاثة المشاركة، ففوز النصر على السد أحد أبطال هذه البطولة، وفوز الهلال حامل اللقب في النسخة قبل الماضية على أهلي شباب دبي أو تعادل الأهلي مع الدحيل القطري، جميعها نتائج إيجابية يمكن البناء عليها فيما يلي من مباريات.
لا تزيد الأندية المشاركة في المجموعات الثلاث التي تلعب لها الأندية السعودية في المستوى الفني والعناصري عن 70 في المئة من أندية الدوري السعودي، ويمكن اختيار خمسة أندية إضافية مثل الاتحاد والشباب والتعاون والاتفاق والفيصلي على قدم المساواة مع المتنافسين على صدارة المجموعات الخمس، لكن هذا بالطبع لا يقاس عليه سهولة أو صعوبة التنافس في هذه البطولة، إذ إن هناك أمورًا أخرى.
لكل مسابقة طقوسها وأدبياتها، وخط التنافس الذي تفرضه شروط المسابقة، تأريخها وقيمتها وجوائزها، حين تخرج من أجواء التنافس المحلي تتحرر من بعض القيود، وأمامك فرصة إعادة رسم صورتك التي تريد أن تكون عليها وتتناسب مع طبيعة المناخات التنافسية الجديدة، لكن على أن تملك الثمن الزاد والعدة والعتاد، الأمر ليس مغامرة طائشة بل محاولة مضبوطة الشروط.
استراتيجية المشاركة تختلف عن المنافسة والمنافسة تختلف في حدها، دراسة الأندية المنافسة يبدأ قبل إعداد ما تتطلب من عناصر وأدوات ومناخات، الأندية التي تتفاجأ بالتأهل لدور الـ 16 لا يمكن أن تتجاوز أكثر من دور الـ 8، إذ لم يكن تحضيرها مبنيًا على أن إمكانية الوصول هو الأصل، والأندية التي تكرر محاولات الوصول عشوائيًا لن تصل، يبدأ التفكير بتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه آسيويًا مقابل ما تملكه منذ وضع أهداف الموسم لا عند بدء المشاركة في منافساتها.
التخطيط لها يحتاج إلى دراسة لوائحها وأنظمتها وشروطها وروزنامتها، ستختار لها الجهاز الفني والإداري والمحترف الأجنبي، ستجعل لها مسارًا يتماهى مع لعب مسابقات الموسم المحلية، ستؤمن الترتيب الذي يضمن لك مقعدًا مباشرًا وسيكون الفريق بجهازيه الفني والتدريبي ورباعيه الأجنبي مهيأ لخوض مسابقة قارية مدونة في العقود ومعلنة كهدف.
سهولة وصعوبة المسابقة لا يفرضها مزاجية الجمهور أو الإعلام، ولا يغيرها إعلان الحضور والتحدي بالكلام، وتأريخ المسابقة بابه شفّاف والأسماء المدونة فيه لا يمكن التلاعب بها، وهو ماضٍ في تدوين الأسماء لمن يفرضونه واقعًا، فقط من فضلك أعد المحاولة منضبطة لا طائشة.