|


إبراهيم بكري
اللاعبون المعتزلون قلت لكم!
2021-04-21
ليس من السهل على لاعب عاش في المستطيل الأخضر 20 عاماً من الفئات السنية إلى الاعتزال أن يتأقلم مع حياته الجديدة خارج أسوار النادي.
الروتين اليومي للاعب من تدريبات، معسكرات، سفر، ومباريات يشغل حيزًا كبيرًا من وقته طيلة مشواره الرياضي، وعندما يعتزل يجد أمامه عالمًا كبيرًا من الفراغ ينتظره لا يعلم ماذا يفعل فيه؟
من الصعب إقناع لاعب معتزل أن دورك الرسمي داخل النادي انتهى، لم يعد لك مكان وحان الوقت أن تستريح وتمنح غيرك الفرصة.
يبدأ الصداع المزمن من اللاعب المعتزل عندما يطالب النادي بمباراة تكريمية أسوة بغيره من اللاعبين السابقين، وإن تأخر النادي يبدأ سيناريو من مهاجمة النادي في كل وسيلة إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بعدم الوفاء والجحود والنكران.
أما اللاعب المعتزل من طينة “قلت لكم” هذا لا شغل ولا مشغلة له إلا أن يهاجم كل مدرب في النادي ويشكك في خططه وخياراته من اللاعبين الأجانب، وعندما يعاني الفريق من إخفاق يقول أنا قلت لكم مدرب سباك ولاعب أجنبي سيئ وووووو لكن “محد سمع كلامي”.
يا ويل النادي يوجه دعوة لبعض اللاعبين القدامى وينسى لاعبا معينا من اللاعبين المعتزلين سهواً ولا يدعوه، يتحول صديق الأمس إلى عدو ويهاجم النادي في كل شاردة وواردة.
أين اللجنة الفنية من اللاعبين القدامى؟
هذا الاستفهام أصبح يطرح في السنوات الأخيرة بشكل متكرر لمهاجمة رئيس أي ناد جديد عن معاناة الفريق بأن سبب الفشل عدم خبرة الرئيس بالأمور الفنية ورفضه الاستعانة باللاعبين السابقين في النادي لمناقشة ومحاسبة المدرب فنياً.

لا يبقى إلا أن أقول:
لا أعمم هنا على جميع اللاعبين المعتزلين، بالعكس هناك الكثير منهم طور نفسه ذاتياً من خلال دورات فنية للتدريب أو إدارية في علم الإدارة الرياضية، المقصود هنا اللاعب المعتزل الفاضي الذي لا شغل ولا مشغلة له إلا أن يتلاعب بعواطف جماهير فريقه في مواقع التواصل الاجتماعي ويهاجم ناديه عند أي إخفاق، ويردد قلت لكم وقلت لكم “محد سمع كلامي”.
و حتى لا يتكرر ذلك، يفترض أن تكون هناك برامج تؤهل اللاعبين بعد الاعتزل للتأقلم مع الحياة الجديدة وعدم ترك اللاعب يواجه مصيره وحيداً بدون إرشاد، وينتج عن ذلك لاعب معتزل متنمر كاره لكل شيء.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك...