|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2021-04-23
ـ مجموعة من الأخبار العالمية أبدأها بمقولة عن الحظ “جميع من نجحوا في شيء ولا يذكرون الحظ يمازحون أنفسهم” هذا ليس تقليلاً من مجهود وإصرار الناجحين والمتفوقين، لكنه إنصاف لنعمة الحظ..
في نيجيريا كان هناك مخرج تلفزيوني ينتظر عارض أزياء مشهور من أجل جلسة تصوير في الهواء الطلق، لكن عارض الأزياء لم يحضر، والتأخر في المواعيد من عادات بعض المشاهير الذين يمازحون أنفسهم ولا يحترمون حظهم! لكن في كل غياب هناك فرصة لآخر، لأن المخرج شاهد مشرداً نائماً في نفس الشارع الذي كانوا يريدون التصوير فيه، كان شاباً تنطبق عليه مواصفات عارضي الأزياء باجتماع الرشاقة والوسامة، قام المخرج بايقاظ المشرد النائم وعرض عليه العمل فوراً، ولأن حظ المشرد حضر فقد صار عارض أزياء مشهور خلال فترة قصيرة جداً، وصارت دور الأزياء النيجيرية تنتظر أياماً لكي تحصل على جلسة تصوير معه، سمعت أن المشهور لم يتحمل شهرته المفاجئة وأصابه غرور الشهرة، لأنه رفض جلسة تصوير جديدة مع المخرج الذي اكتشفه وقال له: تصويرك ما يعجبني!
ـ في كل مكان من هذا العالم هناك حضور لبيت الشعر الشهير: اللي يبينا عيّت النفس تبغيه واللي نبيه عيّا الزمن لا يجيبه. ولا أعلم إن كان هناك شعراً أو أقوالاً شبيهة له في القارات البعيدة، لكنني أعتقد بوجود نفس المعنى لحاجة المحبين لوصف حالتهم الشبيهة لمعنى بيت الشعر، ولابد أن الشاب الصيني الذي تناقلت وكالات الأنباء قصته ردد هذا المعنى، لأنه وبعد أن جمع مايعادل آلاف الدولارات اشترى العشرات من أجهزة الهاتف “جوالات” وذهب إلى بيت الفتاة التي يحبها وشكَل بأجهزته خارج منزلها الجملة التالية: هل تتزوجينني؟ لكن الفتاة رفضت لأن: اللي يبينا عيت النفس تبغيه، ما حصل بعد انتشار القصة أن الكثير من الفتيات أعجبن بما فعله العاشق الكريم وقدمن له عروضاً للزواج، لكنه هو أيضاً رفض ولسان حاله يقول: واللي نبيه عيّا الزمن لا يجيبه!
ـ المال خادم جيد كما يقال، لكن هذا الخادم سيتحول إلى سيد إذا ماصارت غاية الإنسان في الحياة هي جمع المال. لا يتوقف الإعلام العربي في نشر أخبار تكشف عن “شحاذين” امتهنوا هذا العمل زمناً طويلاً من حياتهم، والأموال التي وجودها لديهم بالملايين، قبل أيام وفي دولة عربية تم القبض على شحاذ لديه عدة ملايين وعمارة كبيرة ومزرعة وعدة أراض. مازلت أتذكر أحد الأصدقاء الذين تشبعوا من أخبار الشحاذين النصابين عندما أخرج من جيبه عملات معدنية وقدمها للشحاذ وسأله: هل أجد عندك شقة للإيجار؟