|


د. حافظ المدلج
موت السوبرليج
2021-04-23
كان مشروع “السوبرليج الأوروبي” يبشر بموارد مالية ضخمة مع متعة مضمونة، حيث يجمع أفضل 20 ناد أوروبي، فيضمن أن جميع مبارياته من العيار الثقيل، لكن المشروع لم ير النور بعد 48 ساعة من إعلانه حين انسحبت الأندية الإنجليزية فأعلنت “موت السوبرليج”.
لكن عرّاب المشروع “بيريز” يصر على أن الأندية المؤسسة ملزمة بعقد يمتد 23 سنة غير قابلة للانسحاب، ولكنه يقدر حالة التردد التي أصابتها بسبب رد الفعل غير المتوقع من الجماهير والمسؤولين على حد سواء، والحقيقة أن ثقة رئيس “ريال مدريد” ليست من فراغ فهو يستند على آراء قانونيين ومستندات موقعة من الجميع تؤكد عدم “موت السوبرليج”.
إلا أن الإعلام البريطاني يرسم لنا صورة مختلفة تمثلت في سرعة انسحاب الأندية الستة من المشروع مع مطالبة المؤثرين بسنّ الأنظمة التي تضمن عدم تكرار حالة الهلع التي أصابت عالم كرة القدم بسبب المشروع المقترح، وقد ذهب بعضهم للمطالبة بطرد كل المسؤولين عن الفكرة، وطالب آخرون بخصم نقاط من تلك الأندية كعقوبة تضمن “موت السوبرليج”.
ومازالت الأوساط الرياضية تنتظر وتترقب تداعيات المشروع الذي انسحبت منه معظم الأندية وتمسكت به بعضها لإيمانهم بأنه المخرج الوحيد من الأزمة المالية التي خلفتها “كورونا”، ولم يكشف النقاب عن النتيجة النهائية للتبعات التي ستلحق بالأندية المؤسسة للمشروع، فقد أعلن بأن كل ناد إنجليزي قد خسر 8 ملايين باوند كرسوم تسجيل وينتظر عقوبات مالية أكبر عن الانسحاب قد يلزمها بدفعها بنك “JPMorgan” إذا تم رسمياً إعلان “موت السوبرليج”.

تغريدة tweet:
المؤكد أن الحديث سيستمر لفترة طويلة عن تلك الفكرة “العبقرية/ المجنونة” التي أطلقتها أندية رأت فيها طوق النجاة من الأزمة المالية الطاحنة، لكنها بالتأكيد كانت فكرة أنانية لإنقاذ أندية النخبة وإغراق غيرهم، لذلك كانت ردة الفعل العنيفة من غالبية المنتمين لكرة القدم التي يرونها “لعبة الفقراء التي يحاول سرقتها الأغنياء”، لكن “الأغنياء” هم مصدر المتعة وصناع الإثارة ورواد التسويق، لذلك لن يقبلوا بالهزيمة من الجولة الأولى بل سيعاودون المحاولة بطريقة مبتكرة أخرى لضمان العوائد المالية التي ستنقذهم، فالمال هو الوقود المحرك للعبة الفقراء الجميلة وبدونه لن نحصل على المتعة والجمال، لذلك أراهن بأن لهم عودة بالمستقبل، وعلى منصات الأفكار العبقرية/ المجنونة نلتقي،