|


منصور ناصر الصويان
المدارس والمواهب الرياضية
2021-05-03
يدرس في مدارس التعليم العام “بنين” بالمملكة العربية السعودية حوالي 2970289 طالباً، بحسب المنصة الوطنية الموحدة GOV.SA، وبالتأكيد بأن هذا العدد الكبير من الطلاب يحوي الكثير من المميزين والموهوبين في شتى المجالات.
وتعمل وزارة التعليم على اكتشاف الموهوبين في المجالات المرتبطة بالتعليم من خلال العديد من المبادرات والبرامج التي حققت نجاحات جيدة مثل برنامج موهبة وغيرها. وفي وزارة الرياضة ظهرت مؤخراً العديد من التوجهات نحو اكتشاف المواهب ورعايتها من خلال إطلاق بعض البرامج والفعاليات والأكاديميات بما يتوافق مع تحقيق أهداف الرؤية الوطنية في رفع مستوى الرياضة والمنافسة في المستويات الدولية، ناهيك عن تحسين مستوى ممارسة النشاط البدني في المجتمع. وعلى المستوى العالمي طوّرت بعض الدول المهتمة بانتقاء وتطوير المواهب الرياضية العديد من الموديلات الخاصة باكتشاف وتوجيه وتحديد وانتقاء المواهب ومن ثم تطويرها، ومن أبرز تلك التجارب إنجلترا. في الستينيات والسبعينيات الميلادية قدمت الدول الشيوعية “الصين، روسيا، الاتحاد السوفيتي، كوبا” نماذج تقليدية كجزء مهم من برامج اكتشاف المواهب الخاصة بها، وفي الثلاثة عقود الماضية تحولت العديد من البلدان نحو بناء نماذج للمواهب في الرياضة على أساس حصص التربية البدنية في المدارس. الكثير من هذه الموديلات سواءً قصيرة المدى أو ذات المدى الطويل ترتكز على مدراس التعليم العام كقاعدة بشرية لانتقاء الموهوبين في الرياضة. إن نجاح أي مشروع وطني لاكتشاف المواهب في الرياضة دون مشاركة مدارس التعليم العام بمختلف مراحلها سيكون مشروعاً منقوصاً لأهم أركانه. وتشير الدراسات التي تقصت هذا المجال إلى أنه لا يوجد نموذج يمكن أن يناسب جميع البلدان أو يمكن تطبيقه على جميع الألعاب الرياضية.
يعتبر نظام التعليم أحد الموارد الأكثر استخدامًا في الدول الرياضية الرائدة لتحقيق النجاح في رياضة النخبة مستقبلاً. وعلى المستوى المحلي فإن التنسيق بين قطاعات التعليم ووزارة الرياضة في اكتشاف الرياضيين الموهوبين لا يزال دون المأمول. في الغالب تعتمد اللجنة الأولمبية ممثلة في الاتحادات الرياضية على الاستراتيجيات الرياضية الخاصة بها أكثر من اعتمادها على قطاع التعليم لتحديد واختيار ورعاية المواهب في الرياضة. وبهذا يتم تجاهل الإمكانات الهائلة لقطاع التعليم والذي لديه فرصة للوصول إلى كل طفل في أي محافظة أو مركز باتساع مساحة الوطن الغالي. وفي التعليم أيضاً يحصل الأطفال على فرص للمشاركة في الرياضة داخل المدرسة خلال الحصص المنهجية للتربية البدنية أو اللامنهجية كذلك.