|


أحمد الحامد⁩
كورونا.. لا وقت لغير العقل
2021-05-03
نهاية جائحة كورونا مرتبطة باللقاحات، لا شيء غير ذلك لغاية الآن، ومع أن الإحصائيات تظهر أن النسبة العظمى من المصابين لم يأخذوا اللقاح مازال هناك من يشكك بأهميته الحاسمة، ومازال البعض رغم أعداد الضحايا المتزايدة يشكك بوجود كورونا من الأساس، وصل إيمان بعضهم بأن كورونا مؤامرة، وأن اللقاح هو للتحكم بالبشر والسيطرة عليهم لا للنجاة من الجائحة، كيف يتحكمون؟ من هم الذين يريدون التحكم؟ ما فائدتهم من ذلك؟ لا توجد أجوبة، وإن وجدت فإنها مضحكة مبكية!
قبل أيام ومع التصاعد الكبير لكورونا في الهند، انتشر مقطع لإعلامي عربي شهير كان في استضافة مقدم برنامج، قال الإعلامي ويبدو أن الاستضافة كانت في بدايات كورونا، أن سبب عدم انتشار كورونا في الهند يعود للتوابل، أي أنهم شعب يستخدم التوابل بكثرة، وافقه مقدم البرنامج على قوله وأكد أن هذه فرصة تجارية كبيرة للعطارين! استشارة طبية من دون طبيب.
كانت هناك ممثلة في نفس الفترة ذكرت أن كورونا لن يستطيع أن يصيبها أو يصيب شعب بلدها لأن كورونا يخاف منهم! . بعد ذلك وقبل أشهر معدودة ظهر فنان شهير على شاشة تلفزيونية يقول بأنه لن يأخذ اللقاح لأنه خدعة كبرى في سياق مؤامرة كورونا، لكنه ظهر قبل أسابيع وهو يأخذ اللقاح بعد أن عرف أن شهرته لم تردعه من قول ما يجب أن لا يقوله العاقل.
أستراليا أعلنت السبت الماضي أن أي قادم إليها زار الهند قبل 14 يوماً سوف يسجن بمجرد وصوله إلى مطاراتها، بما في ذلك المواطنون الأستراليون، لأن الهند تمر في أسوأ أحوالها الصحية بسبب الجائحة، مئات الآلاف من المصابين يومياً، ونقص في الأوكسجين والمستشفيات والطواقم الطبية، أرسلت المملكة العربية السعودية ودول أخرى المساعدات إلى الهند كموقف إنساني، آمل أن يغير ذلك في بلد يتجاوز سكانه المليار، ويحاول بعض أثرياءه الحصول على الاوكسجين قبل الإصابة، أو العثور على منفذ يخرجهم بعيداً عن بلدهم.
كل يوم تضيف هذه الجائحة درساً جديداً، وتكشف قوة وضعف العقول، ليست العقول فقط، بل الدول كذلك، أما الدول القوية فاتضح بأنها ليست الصناعية مع كل ما تحمله الصناعة من تقدم علمي، بل الدول التي لا يسودها الفساد، لأن سلامة مواطنيها في مثل هذه الظروف لا تنفع فيها الصناعة فقط، بل الالتزام والأمانة والعمل بروح الجماعة ومعرفة الأوليات الضرورية والإنسانية. وصار واضحاً أن الدول القوية هي التي وفرت اللقاحات ونظمت طريقة توزيعها، أما الذين امتنعوا من أخذ اللقاحات رغم توفرها فمازالوا متأثرين بكلام غير الأطباء، ويصّدقون كلام جارهم على كل ما يقوله العلماء في أن الخلاص من الجائحة موجود في اللقاح الذي أصبح متاحاً.