|


أحمد الحامد⁩
الصاروخ الصيني والبكاء في الفيراري
2021-05-09
ـ مقال اليوم عن بعض الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام في الأيام الماضية، انتبهت إلى أن أخبار الطلاق بين الأثرياء المشاهير تأخذ اهتماماً وانتشاراً واسعاً، عندما انفصل جيف بيزوس عن زوجته كان السؤال: كم سيبلغ المبلغ الذي ستأخذه زوجة أغنى رجل في العالم؟ عموماً حصلت ماكنزي بيزوس على أكبر تسوية طلاق في التاريخ، لتصبح رابع أكثر النساء ثراءً في العالم.
قبل أيام انفصل بيل جيتس عن زوجته وصار الخبر من أكثر الأخبار انتشاراً، وطُرح نفس السؤال: كم المبلغ الذي ستحصل عليه ميليندا جيتس من تسوية الطلاق؟ الحقيقة أننا قليلاً ما ننظر إلى أن مثل هذه الأخبار حزينة، ونهتم في معرفة الأرقام تاركين الحالة الإنسانية لزوجين انفصلا عن بعضهما بعد مشوار طويل معاً، قد يكون السبب أن أرقام تسويات الطلاق هنا هي الأكبر.
وأظن أن الإعلام الذي ركز على الأرقام في تسويات الطلاق الكبرى، استطاع أن يجعلنا نغفل عن هذا الجانب الإنساني في القصة.
لا أدري إن كان المال قادراً على تعويض الآمال التي وضعها المرء في شريك حياته، أو في نسيان الأيام الحلوة، الخبر الأخير عن انفصال بيل عن زوجته ميلندا، أنها بعد أيام من الانفصال استأجرت جزيرة خاصة للابتعاد عن كاميرات الصحافة، أما سعر الليلة الواحدة على الجزيرة فبلغ 132 ألف دولار. ذكرني هذا الخبر بمقولة شهيرة “يقولون إن المال لا يشتري السعادة، لكني أفضل البكاء في سيارة فيراري”.
ـ حكاية الصاروخ الصيني أشغلت العالم عدة أيام، أين سيقع؟ ما هي تأثيراته على المكان الذي سيقع عليه؟ لم أهتم بأخبار الصاروخ الصيني في البداية، لكنني وجدت نفسي تحت سيطرة التأثير الجمعي، وصرت أتابع أخباره ومعرفة الأماكن التي يرجح سقوطه عليها، تأثير الإعلام اليوم أكبر بعشرات المرات مما كان عليه في ثلاثين عاماً، ولم تعد وسائل الإعلام فقط هي من تتحكم بعد ظهور السوشال ميديا، عدة أفراد وبحسابات شخصية يستطيعون مجتمعين نشر ما يتفقون عليه ليصبح خبراً أو مادة يقرأها الملايين.
أعود للصاروخ الصيني وأذهب إلى أستراليا وهي من الدول التي رجح وقوع الصاروخ في أراضيها، حيث قال مواطن أسترالي بأنه سيرفع قضية على وكالة الفضاء الصينية لأنها سببت له القلق وطردت النوم من عينيه بسبب فلتان صاروخها، وأنه سيتكبد خسائر فادحة إن وقع الصاروخ في مزرعته، لكن الرجل طرح تساؤلات جديرة بالاهتمام: ما معنى أن يكون هناك صاروخ بهذا الحجم والسرعة ولا يسيطر عليه من أطلقه؟ هل سنحصل نحن البشر على فائدة مباشرة من هذا الصاروخ التائه أم أننا سندفع ثمن شيء لن نحصل على فائدته؟ أعتقد أن أسئلة المواطن الأسترالي لا تخص الصاروخ الصيني فقط، بل آلاف الشركات التجارية التي تضر البيئة، وتسبب صناعاتها الضرر على صحة الإنسان، أي أنها استخدمت البيئة التي لا تمتلكها، وتضرر البشر من دون مقابل، فلا توجد مصانع تقدم منتجات مجانية أو مقابل الضرر الذي سببته لبيئة وصحة الإنسان.