|


د. حافظ المدلج
خبيئة عادل
2021-05-12
قال الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ناصحًا أمته: “من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل”، لأن خبيئة العمل الصالح هي التي ينجو بها العبد يوم القيامة، وقد رأينا ما أبهرنا يوم 26 رمضان حين فُجع الوسط الرياضي بالرحيل المفاجئ للإعلامي المغفور له بإذن الله عادل التويجري، الذي اختاره الله وهو صائم، وأعلنت وفاته مع صلاة قيام ليلة القدر، فخصّه الناس بالدعاء بعد انتشار الخبر فحسنت خاتمته، فماذا كانت “خبيئة عادل؟”.
خرجنا من المساجد تلك الليلة وفور عودتنا لهواتفنا الذكية وجدنا الوسم متصدرًا وسائل التواصل الاجتماعي، وردود الفعل جميعها بلا استثناء تدعو له بالرحمة والمغفرة وحسن الخاتمة والفردوس الأعلى من الجنة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه لبناء المساجد باسمه وتأمين المساكن نيابةً عنه وتسديد ديون المحتاجين صدقةً جاريةً له وغيرها من أعمال الخير، كل ذلك وأكثر حدث في ساعات وقبل الصلاة عليه ودفنه فكان دليلًا على “خبيئة عادل”.
لقد نعاه وبكاه وأجزل له الدعاء كل أطياف المجتمع من الرياضيين وغيرهم، حيث كان التفاعل من الجميع مبهرًا ومثلجًا للصدر ومخففًا من وطأة الفاجعة، فقد أظهرت المصيبة خير ما في الوسط الرياضي الذي تناسى الألوان واجتمع داعيًا للمرحوم بإذن الله فكانت صورة ملحمية نفاخر بها العالم، فقد كان مجتمعنا متحدًا في المصاب، فكانت الدموع تسبق الكلمات لمن صادف ظهورهم الإعلامي وقت الفاجعة، وكأن الموقف المهيب يؤكد “خبيئة عادل”.

تغريدة tweet:
ونحن نستقبل العيد ستكون الأجواء مختلفة في بيت المغفور له بإذن الله عادل التويجري، فلا تنسوهم من صادق الدعاء بأن ينزل الله عليهم السكينة ويلهمهم الصبر ليكونوا بإذن الله من المبشرين بقوله تعالى: “وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”، اللهم ارحم عبدك عادل التويجري، واجمعه في الجنة مع من يحب، وتقبل دعوات وتبرعات وصدقات محبيه واجعلها في ميزان حسناته يوم يلقاك، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه، واكتب لنا ولأحبابنا حسن الخاتمة ولا تفجعنا في حبيب أو قريب واشملنا بعفوك ومغفرتك ورحمتك واجعلنا من عتقائك من النار يا عزيز يا غفّار، وعلى منصات الخير نلتقي..