|


هيا الغامدي
«عيد» بلا منغّصات!
2021-05-14
أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.
العيد بمعناه الحقيقي شكر لله على ما منَّ به علينا من تمام عبادة الصيام والقيام، وهذه نعمة عظيمة ينبغي استشعارها، وهو الفرحة التي تخبئها أيام العام للجميع غنيًا وفقيرًا وشيخًا وصغيرًا، يوم الصلة والبر والتراحم! العيد بمعناه الزمني قطعة من الزمن وجدت لنسيان الهموم واستجمام القوى الجاهدة بالحياة، العيد مدة زمنية تتجدد كل عام ينبغي أن يحاسب فيها الإنسان نفسه على ما قدم ويجدد التوبة ويقوي صلته بالله.
العيد سمي عيدًا لأنه يعاود الحضور كل عام بشكل جديد وحلة جديدة، في العيد تتقارب القلوب وعلى الود يجتمع الناس من بعد الخصام ويتصافحون من بعد الكدر، يوم العيد هو يوم بهجة وسرور وصفاء نفس ونقاء سريرة! العيد هو أن تصل من قطعك وتعطي من منعك وأن تعفو عمن ظلمك، العيد هو أن تخرج الحسد والحقد والبغضاء من قلبك.
يأتي العيد والكل سعيد يبحث عن عبارات جميلة يعايد بها من يحب، قد تختلف طرق التعبير فهناك من يعبّر بكلمة ومن يكتفي بهدية، وهناك من يشكل وجودهم في الحياة أغلى هدايا العمر، هم العيد الذي تصافحنا به الحياة كل يوم تشرق فيه الشمس على نهار العمر. العيد نافذة تأخذنا للماضي حيث زمان كان فيه أشخاص ماتوا جسدًا وذكراهم لا تزال حية. في العيد نتذكر من غابوا ومضت بهم سنين الوداع إلى غير رجعة لم يمضوا من دواخلنا، فهم هناك عالقون بين القلب والعقل.
العيد تزاور واجتماع لكن مع ظروف زماننا الحالي كورونا أصبح التباعد الحل الأسلم للوقاية من الفيروس بالذات في التجمعات الكبيرة وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية، العيد فرحة فلا نجعله سبب شقاء وألم وفقد عظيم بالتزامنا وتقيدنا نستطيع، والابتعاد عن كل ما من شأنه “تنغيص” فرحتنا بالعيد، ولكي يحتفظ العيد بكامل حضوره وبهجته يجب أن نحذر لأجلنا وأجل من نحب!
العيدية أجمل ما في العيد، بالذات للصغار فهي تبقى مغروسة في الذاكرة لا تمحوها الأيام لأنها جزء لا يتجزأ من تفاصيل العيد “كشخة العيد” لا زلت أتذكر عبارة “كم جمّعت عيدية؟!”.