|


طلال الحمود
الدوري المثير
2021-05-22
شهدت الجولة السابقة عودة الجماهير إلى مباريات الدوري السعودي، بعد حظر دام لأكثر من سنة تحولت خلالها المنافسات إلى ما يشبه التدريبات الجماعية، بسبب غياب أصوات المشجعين وحال الصمت التي سادت في الملاعب العملاقة، ومع هذه العودة ربما تتراجع حدة الانتقادات الموجهة لبطولة الموسم الحالي، خاصة تلك التي يرى أصحابها أن تراجع الأندية الجماهيرية يعني بالضرورة غياب الإثارة وضعف مستوى الدوري.
ويتبارى المحللون منذ بداية الموسم في التقليل من مستوى المباريات قياساً على نتائج الأندية الجماهيرية، مع أن أكثر المواسم إثارة كانت بغياب فريقين أو حتى ثلاثة عن المنافسة، ويكفي ما حدث في عام 2013 عندما خلق الفتح إثارة غير مسبوقة في بطولة الدوري، من خلال حسم اللقب بفارق 8 نقاط عن الهلال الثاني.
منافسات الموسم الحالي حبست الأنفاس طويلاً من خلال النتائج غير المتوقعة، وظهور أندية القاع بمستوى لافت فرض المفاجأة على أندية المقدمة، خاصة مع تألق لاعبي أندية الباطن وأبها وضمك في إحراز الأهداف والمنافسة على صدارة لائحة الهدافين، في سابقة لم تعرفها البطولة من قبل، ويكفي سقوط الهلال حامل اللقب بالخسارة أو التعثر بالتعادل أمام هذه الفرق العنيدة.
تفوق الأندية الأقل شأناً عادة ما يجلب الإثارة والحماس في البطولات الأوروبية، ويكفي نتائج “ليل” التي أنقذت الدوري الفرنسي من المشهد التقليدي المتمثل بتتويج باريس سان جيرمان قبل انتهاء المنافسات بأسابيع، والحال نفسها تنطبق على لايبزيج في الدوي الألماني، وليستر سيتي في إنجلترا، في تأكيد على أن تراجع الأندية الكبيرة لا يعني بالضرورة ضعف مستوى المنافسات وغياب الإثارة.
لا يختلف اثنان على أن كرة القدم السعودية عرفت موسماً استثنائياً كبقية البطولات في العالم بسبب جائحة فيروس كورونا، غير أن الإثارة لم تغب محلياً أو خارجياً على الرغم من تراجع ليفربول ويوفنتوس وبرشلونة في البطولات الأوروبية، ولا يعني فوز أتلتيكو مدريد بالدوري الإسباني سوء مستوى البطولة في بلاده، بل ساهم دخوله منافساً في تأجيل الحسم حتى الدقائق الأخيرة ومنح المتابعين واحداً من أكثر المواسم إثارة وحماسة.
عموماً.. يبقى من الصعب أن يتم تقييم المنافسات من خلال رأي الناقد الذي لا يتفاعل إلا مع فريقه المفضل، أو المتابع الذي ينتظر دائماً فوز الفرق الجماهيرية ويعتبر خسارتها انتكاسة للبطولة وفشلاً للموسم.