|


طلال الحمود
البحث عن ركلة جزاء
2021-06-05
شهد الموسم الأخير من منافسات كرة القدم السعودية سباقاً محموماً بين مهاجمي الفرق للحصول على ركلات الجزاء بشتى الطرق، بعدما نجحت كثير من المحاولات في إقناع الحكم “المحلي” أو الضغط عليه طوال المباراة لاتخاذ قرار احتساب الركلة المباركة وبالتالي الوصول إلى مرمى الخصم بأسهل طريقة.
وشهدت بعض المباريات أكثر من 14 محاولة للحصول على ركلة الجزاء، حتى باتت مشاهد الحكم أثناء رحلة ذهابه إلى “VAR” وعودته الميمونة تزيد من حال الملل وقتل لحظات الإثارة بطريقة مستفزة من النادر أن تحدث في غير المنافسات السعودية، واللافت أن الحكم غالباً ما يتخذ قراراً من خلال مشاهدة لقطة واحدة، قبل أن يعود لاحتساب ركلة جزاء يظهر لاحقاً من خلال لقطات أخرى أنها غير صحيحة!
البحث عن ركلة الجزاء أسلوب يمارسه اللاعبون في كل ملاعب العالم، غير أن الأمر أحياناً يتحول إلى مهزلة يقودها اللاعب الذي لا يؤمن بالوصول إلى المرمى إلا من خلال خداع الحكم والحصول على الركلة السحرية تمهيداً لإحراز الهدف، والمحزن أن هناك أكثر من نجم غير سعودي جاء إلى الدوري السعودي لإثراء المنافسة، قبل أن يتخلى عن هذه المهمة ويتفرغ للسقوط بمناسبة وغير مناسبة بحثاً عن ركلة الجزاء، في مشهد يكشف مدى الإفلاس لدى هؤلاء وعدم احترافية إدارات الأندية في التصدي لهذه المهازل.
في سالف الزمان اشتهر اللاعب الكويتي حمد بو حمد بترديد عبارة “طيح يا جاسم” مخاطباً زميله جاسم يعقوب، وعندما اعتزل وتحول إلى التعليق أصبح يردد عباراته جهاراً نهاراً حين تصل الكرة إلى جاسم الهويدي في منطقة الجزاء، وكانت المحصلة النهائية أن سقط جاسم وسقطت معه الكرة الكويتية، خاصة عندما سادت ثقافة “اللي تكسب به العب به” دون اهتمام بقواعد اللعبة والأسلوب الصحيح لممارستها، بعيداً عن “الفهلوة” وإثارة الجماهير بمشاهد التمثيل البائسة.
ثقافة البحث عن ركلة الجزاء انتشرت في الموسم الأخير بطريقة لافتة بين لاعبي النصر الذين أصبحوا يهاجمون مرمى الخصم بحثاً عن الركلة وليس إحراز الأهداف، ما جعل بعض المحترفين وفي مقدمتهم المشاغب بيتروس، يؤدون أدواراً لا توازي تطلعات النادي وجماهيره، من خلال الانشغال عن اللعب بالبحث عن ركلة جزاء، حتى بات هذا السلوك يحول بين النصر وقوة النصر بطريقة واضحة.