|


إبراهيم بكري
أخطاء الصاعدين
2021-06-07
الصعود من دوري الدرجة الأولى إلى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، يعدُّ لكثير من الفرق إنجازًا رياضيًّا، لكن، كثيرًا ما تُسرق فرحة الإنجاز بالتفكير في مستقبل الفريق في مرحلته الجديدة، المختلفة كليًّا عمَّا مضى.
شيءٌ جميل أن تحتفي الأندية بإنجازاتها، لكن المبالغة فيها، والعيش طويلًا في أيام العسل، ينعكسان سلبًا على الفريق في مشواره الجديد.
من أكثر الأخطاء التي تقع فيها الفرق الصاعدة تغيير جلدها بالكامل في غمضة عين! ومثل هذه الإجراءات المستعجلة تجرِّد الفريق من هويته الفنية.
المقصود هنا الاستغناء عن المدرب بحجة أن إمكاناته التدريبية لا تناسب دوري المحترفين، الذي يحتاج إلى مدرب أفضل، إلى جانب الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين المحترفين، الأجانب والمحليين، بذريعة أن الفريق يحتاج إلى لاعبين ذوي قدرات فنية عالية!
هذه التغييرات في جلد الفريق تعقِّد أموره فنيًّا، ويستبدل روح اللاعبين المتحمِّسة بعد الصعود بأخرى جديدة لا تملك أي حافز، فتمضي أكثر من جولة في الدوري والفريق يبحث عن نفسه من هزيمة لأخرى، ويعيش في صراع شبح الهبوط.
ومن الأخطاء التي تقع فيها إدارات الأندية الصاعدة الانخداع بكلمة “الخبرة”، حيث تبحث عن لاعبين محليين أصحاب تجربة طويلة بحجة معرفتهم بتفاصيل الدوري، ومع الأسف، يكون هؤلاء اللاعبون بلا طموح سوى استنزاف الأندية ماليًّا.
هؤلاء المحترفون لا يمكن أن تصنِّفهم بأنهم لاعبون، بل “تجار شنطة”، يروِّجون بضاعتهم الكاسدة على أندية لا تملك أي استراتيجيات في التعاقد مع اللاعبين المحترفين. عشوائية في العمل الإداري، ينتج عنها عدم الاستقرار الفني طيلة الموسم.

لا يبقى إلا أن أقول:
بناء الفريق من الفئات السنية يصنع لك فريقًا قويًّا فنيًّا، وهذا أفضل من الاعتماد على لاعبين انتهت صلاحيتهم، وهدفهم مادي فقط، ولا يخدمون الفريق فنيًّا.
تعزيز الثقة في اللاعبين أصحاب الإنجاز، والمدرب، وتدعيم الفريق ببعض العناصر الأجنبية المميزة لمصلحة الفرق الصاعدة، أكثر من الاعتماد على لاعبين جدد لا طموح لهم.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.