|


منصور ناصر الصويان
مسألة في تطوير الرياضة
2021-06-13
مما لاشك فيه أن الرياضة السعودية شهدت وتشهد خلال السنوات الأخيرة وتيرةً متسارعة نحو التغيير والتطوير، على مستوى المنافسات أو تحسين المنشآت وبيئة الرياضة، ووصولاً إلى الاستضافات العالمية للمناسبات الرياضية المختلفة كالرالي والفورمولا بأنواعها ومباريات السوبر الكبيرة وغيرها من الفعاليات.. والمتتبع لما تقدمه وزارة الرياضة في هذا المضمار يلحظ الجهود المميزة والكبيرة على مختلف الصُعد.
ومع تقديرنا لكل هذا العمل الدَؤُوب والجُهد المتواصل إلاّ أن الوصول للأهداف وتحقيقها لن يكون سهلاً أو حتى سريعاً وذلك للعديد من الأسباب والتي يأتي من أهمها: عدم اكتمال البنية التحتية المناسبة والتفاوت في إمكاناتها بين المناطق وعدم كفاية الكوادر البشرية المؤهلة في المجال الرياضي على المستوى الإداري أو الفني وهذا الجزء لن أتعمق فيه.
أما السبب الرئيس والذي يشكل جوهر الحديث في هذا المقال هو أن هناك بُوناً واسعاً بينما ما يحدث على جانب العمل في المستوى الاحترافي الذي أشرت له في مطلع الحديث وما يحدث على مستوى المراحل السنية الصغيرة في كافة الألعاب أو الرياضات، حيث إنه لا يوجد تناسب أو تكامل على المستويين.
فالعمل على نطاق الفئات السنية أو مراحل التأسيس يتم غالباً وفق رؤى واجتهادات شخصية متفرقة وتختلف من نادٍ لآخر حسب الاهتمامات والتوجهات والأهداف ووفقاً للإمكانات المتاحة. وحتى نضمن الارتقاء الشامل بالرياضة والوصول للمنافسة على المستويات العالية ونحقق الجودة والاستدامة لرياضة حقيقية فإنه يجب أن يكون تطوير الجانبين يسير في خطين متوازيين إن لم يتم التركيز على القاعدة أكثر. ولكي يتم ردم الهوة بين العمل المتقدم في مستوى الكبار والمحترفين وبين العمل في الفئات السنية فإننا بحاجةٍ إلى برنامج وطني شامل طويل الأمد نُنتج من خلاله رياضيين يصلون إلى المستوى الرياضي الكامل والناجح ويستطيعون المنافسة على المستويين القاري والعالمي.
لنتذكر أن تحسين العمل في مستوى المراحل الرياضية المتقدمة أو حتى على مستوى المحترفين قد يحقق بعض النجاحات والتي قد تكون مؤقتة تزول بزوال السبب أو الحافز ويغلب عليها التركيز الكبيرعلى النتيجة “الفوز” بدلاً من التركيز على العملية بذاتها “التطوير الشامل”، وقد تؤدي مثل هذه الممارسات إلى التقدم في جانب واحد وهو النتيجة، أما العمل في إطار القاعدة والتأسيس فإنه يستغرق وقتاً أطول ولكن نتائجه تدوم طويلاً ويضمن التنمية المتدرجة، إضافةً للعديد من الفوائد كتوسيع قاعدة الاختيار والتحسينات الشاملة في الصحة العامة والصحة النفسية والذهنية، والثقة بالنفس والشعور بالمشاركة المجتمعية، والانضباط الذاتي وغيرها الكثير من الفوائد.