|


سعد المهدي
المنتخب السعودي المرشح دائما
2021-06-14
اليوم نحن ننتظر تأهل المنتخب السعودي إلى التصفيات النهائية لمونديال 2022م ونهائيات أمم آسيا 2023م، في مواجهة قوية أمام أوزبكستان، يكفي فيها التعادل، إلا أن الكل يفكر كيف يمكن أن يكون عليه المنتخب في التصفيات النهائية برغبة التأهل إلى المونديال للمرة السادسة، وهل يمكن لنا أن ننافس على لقب كأس أمم آسيا للفوز به للمرة الرابعة؟ وهو فرق الطموح الذي صنعته مسيرة للمنتخب مرصعة بالإنجازات على مر أجياله ورجاله ونجومه.
الأمر الجيد في أي حديث عن المنتخب السعودي، أو التعليق على مبارياته، تلك النظرة إلى النقطة الأبعد التي عليه أن يصل إليها، فمثلًا المراقبون من جمهور وإعلام ومحللين فنيين يجمعون على أنه بإماكن المنتخب أن يتأهل كل مرة إلى المونديال، وأن ينافس مباشرة على لقب أمم آسيا، لكن وإذا كان لذلك أسباب موضوعية، فما هو الأمر السيء أو الخطر في ذلك؟
أما الأسباب فهي تاريخ نشأة اللعبة، سعة قاعدتها، توفر البنية التحتية، الكوادر البشرية، غزارة المواهب، شغف الناس باللعبة، سجل الإنجازات، توالي الأجيال القادرة على استمرار المسيرة، الدعم الحكومي، إلا أن السيء الذي يشكل خطرًا هو أن القليل من تلك الأطراف يمكنه أن يقرأ الحالة التنافسية من حيث الظرفين الزمان والمناسبة.
كل المنتخبات، ومنها تلك التي حصلت على كأس العالم، يحدث أن تفشل في التأهل إلى المونديال أو الحصول على كأس القارة، وإذا ما بحثنا عن الأسباب، التي أدت إلى ذلك، فهي إما أن المنتخب يمر بمرحلة انتقالية يتطلب التعافي منها سنوات، أو لعدم توافق مناسبة التنافس مع ظرف فني صادف فترة المشاركة فيها. وإذا لم يضع المراقب أمامه مثل هذه الظروف، فأنه يمكن أن يقرأ المشهد خطأ ويضع حلولًا غير مناسبة، ومن هنا يدخل الجميع في جدلية الصواب والخطأ، التي تؤخر فترة التصحيح وتمد في عمر التخبطات.
من المهم جدًا الإحاطة بكل الظروف، التي يعيشها المنتخب عند كل مشاركة، حتى يمكن التنبؤ بما يمكنه أن يقدمه، هذا يحقق له الاستقرار النفسي حين يفقد جاهزيته الفنية، ويساهم في عودته السريعة، يجب وضع المنتخب دائمًا في زمنه ومرحلته، ودعمه لتقديم أفضل ما يمكنه، بدلًا من إبقائه في مرحلة أزهى لا يعيشها، أو اجترار الماضي المرتكز على تمجيد نجومه، الذين لهم وعليهم كما هم نجوم كل جيل.