|


سامي القرشي
حرب المناصب
2021-06-18
ليس بالجديد أن يعلن الإعلامي ميوله، فهذا الأمر لا يعد خرقًا للمهنية الإعلامية حتى على المستوى العالمي، بل إنه توجد قنوات وصحف مخصصة للأندية الأوروبية، هو سلوك طبيعي ما لم يؤثر على الرأي عاطفيًا ويقلب الحق باطلًا والباطل حقًا، وعدا ذلك يرفع الرأس ولا بأس.
في رياضتنا ومنذ نشأتها لم يعلن أي مسؤول أو موظف داخل دهاليز العمل الرياضي ميوله أبدًا، بل يترك الأمر لتخمينات الجماهير، وهو الأمر الذي تغيَّر ولم يعد كما كان في السنوات الأخيرة موظفو لجان وناشطون داخل مطبخ القرار، بل وأكبر من هؤلاء وكأنه الوباء.
مجرد عملية بحث بسيطة في مواقع التواصل وبإمكانك أن تعرف تاريخ من تم تعيينه لمنصب رياضي، وتستطيع أن تجمع له مجلدًا من التغريدات التي يمجد فيها ناديه ويهاجم بها البقية، وهو ما كشف للجماهير الرياضية ثنايا المستقبل لرؤساء وحكام قادوا منافساتنا للزحام.
هل سمعتم الأمير الراحل فيصل بن فهد طيلة تاريخه يتحدث عن ميوله ثم من بعده الأمير سلطان والأمير نواف بعيدًا عن مخرجات العمل ومدى الرضا إبان فترة رئاسة كل منهم؟ الجواب قطعًا لا، وهنا يكمن السر في احترام الجماهير وقواعد المنافسة بالتشفير.
كم من صور وكم من تصريحات مباشرة وكم من آراء في مواقع التواصل لشخصيات أمسكت بزمام السلطة داخل منافساتنا تعلن للجماهير توجهات أصحابها قبل حتى أن يباشروا عملهم، وهو ذات السر المعلن والذي يبحث عنه أهل القلم ويقف وراء ما نراه من تشكيك وذمم.
حرب المناصب المستعرة بين الهلال والنصر، إعلامهما وجماهيرهما، وكما نشاهده اليوم في مواقع التواصل، بل وفي البرامج، هي جزء من نكتة كبيرة تصف ما وصلنا له من الحال، استعراض قوى للموظفين والممثلين في كل مفاصل اللعبة “على المكشوف وأنت تشوف”.
والمتابع “لتويتر” تحديدًا، يرى كيف تتفنن الجماهير في استعراض انتماءات العاملين في كواليس الرياضة ونشر هذا للعلن، والإحصاءات الدقيقة لعدد الهلاليين وعدد النصراويين في كل اللجان ومعلومات بالمجان، وهو الأمر الذي بات عاديًا لا يدع للخجل وما حصل قد حصل.
ما أود أن أصل إليه هو أن الحياء والسرية كانت جزءًا مهمًا من رياضة الماضي للحفاظ على روح المنافسة، بعيدًا عن سلامة الإجراءات والقرارات من عدمها، وأما اليوم فليس من الممكن أن أرى مسؤولًا يفاخر ويحلف بانتمائه ثم أقدم حسن النوايا وأستبعد الأعياد والهدايا.