|


مساعد العبدلي
المدرب والمعلم
2021-06-20
ـ أرى تشابهًا كبيرًا بين المدرب “في أي لعبة رياضية” وبين المعلم “في أي تخصص كان”، وربما يختلف معي بعضهم، ويتفق آخرون، وهنا يكمن جمال الحياة في “الاتفاق أو الاختلاف” طالما هو بشكل ديمقراطي وبحوار لا يتجاوز حدود الأدب والاحترام.
ـ المعلم يتولى “إدارة” فصل دراسي، تستوجب “مهمته” أن ينقل ما لديه من معرفة وخبرة “في مجاله” إلى الطلاب كي يكونوا في يوم من الأيام إضافة للوطن في مجالات متعددة.
ـ بمعنى أن معلم “الرياضيات” يدرس مراحل دراسية متعددة، وربما يصل عدد مَن “تتلمذوا” تحت علمه إلى المئات، ويصلون إلى الآلاف بدءًا من المرحلة الابتدائية، مرورًا بالمتوسطة والثانوية، ومن ثم الجامعية، وصولًا للشهادات العليا. هذه المراحل كلها “تعليمية”، وتعتمد على “المعلم” بشكل رئيس.
ـ كلما كان “المعلم” جيدًا متمكنًا في “مجاله”، كان المنتج “الطلاب” جيدين في ذلك المجال، والعكس صحيح، فرداءة المعلم “تنتج” طلابًا متراجعين على صعيد المستوى التعليمي.
ـ الأمر ذاته يحدث في “الرياضة”. المدرب بمنزلة “معلم”، ينقل خبرته إلى اللاعبين، وكلما كان المدرب “قديرًا”، كان المنتج “لاعبين متميزين”، يخدمون الأندية والمنتخبات في كافة الألعاب.
ـ ومثلما يتدرَّج “التعليم” من الابتدائي وصولًا إلى أعلى الشهادات الجامعية، فإن “التدريب” كذلك يتدرَّج من الفئات السنية وصولًا إلى الفريق الأول، بل إن تدريب “الفئات السنية” يُعدُّ الأهم، لأنه يمثل “التأسيس” للاعب مثلما هو التعليم مهم في المراحل التعليمية “الأولية”، لأنه يصنع الأساس القوي للطالب.
ـ السؤال الذي يبرز هنا “على قول من سبق الآخر الدجاجة أم البيضة؟”، هل الأهم المعلم والمدرب “المتميز”، أم الطالب “الذكي” واللاعب “الموهوب”، أم أنها عملية “تكاملية”؟
ـ هناك طالب “موهوب”، يرتاح معه المعلم كثيرًا، وهناك طالب “ذكي” لا يتعب معه المعلم، بينما هناك طالب لا يمكن لأي معلم كان أن يصنع منه طالبًا متعلمًا. والأمر ذاته في التدريب، فهناك لاعبون موهوبون مهرة لا يأخذون الكثير من وقت المدرب، ولاعبون “أقل مهارة وموهبة”، يبذل معهم المدرب جهدًا كبيرًا، ولاعب ثالث “لا مهارة ولا موهبة” ولا فرصة لأن يتطور مهما كانت كفاءة المدرب! وهذا الأخير يغادر الملاعب سريعًا.
ـ ما أود قوله: إنه مثلما لدينا طلاب موهوبون فهناك لاعبون مهرة، يملكون الموهبة، ويحتاجون إلى مدربين متميزين أكفاء لصقل الموهبة، ورفع المستوى الفني، و”إنتاج” لاعبين على مستوى عال.
ـ هل تملك أنديتنا “خاصةً في الفئات السنية” هذه النوعية “المتميزة” من المدربين؟ سؤال إجابته تكمن في “مخرجات” الفئات السنية.