|


هيا الغامدي
أتابع اليورو «وأعشق الكابتشينو»!
2021-06-20
من منَّا لا يتابع بطولة يورو 2020 “أمم أوروبا”، المونديال الصغير، وثاني أهم وأكبر البطولات القارية متابعةً/ إغراءً في العالم بعد المونديال، ومن بعدها يأتي كوبا أمريكا، ثم بطولة أمم إفريقيا، وآسيا، فأهم وأغلى اللاعبين تجدهم في ميدان هذه البطولة، “مليارات بتتمشى في الملعب”.
ما فريقك المفضل في يورو 2020؟ في يوم الآباء 20 يونيو، عايدت كل الآباء في العالم، وتذكَّرت والدي بالدعاء له بالرحمة والمغفرة. تذكَّرت كل شيء أحبَّه، ومنه عشقه لكرة القدم الإيطالية، و”الطليان” عمومًا. هذا الحب، والمتابعة النابعان عن شغف بهذا البلد الجميل، وشعبه الودود والصديق. الطليان معروفٌ عنهم اهتمامهم بالعلوم، والفنون، والتكنولوجيا، والرياضة، والطبخ، والأعمال المصرفية، والأزياء والموضة، والقيم العائلية. كرة القدم لدى الطليان متأصِّلة في جذورهم وأعماقهم الأصيلة، كحروب التاريخ، فاللعب رجولة، والدفاع قتال، والطليان من الشعوب التي تأخذ كرة القدم على محمل الجد والعشق والفدائية، ويتناولونها كما البيتزا والباستا والتيراميسو بمذاق خاص، أو كما يحتسون القهوة بمزاج عالٍ.
قديمًا، عُرِفَت المدرسة الإيطالية بالدفاع، وفي العصر الحديث طرأت عليها بعض التغييرات في أسلوب اللعب الدفاعي، ودخول الخطط الهجومية، والتكتيكات الحديثة، ما زادتها جمالًا على جمال. حصلت إيطاليا على كأس العالم أربع مرات، لكنها لم تحقق هذه البطولة إلا مرةً واحد في ظل الزعامة الأوروبية الألمانية/ الإسبانية بثلاثة ألقاب.
أعشق الكرة الإيطالية، وهذا العشق ليس وراثيًّا فحسب، بل وعن إرادة واختيار أيضًا، فمَن منا ينسى عمالقة كرة القدم الإيطالية، أسطورة اليوفي/ الآزروي الحارس العظيم بوفون، ومهندس الوسط المعماري بيرلو، وملك روما توتي، أسطورة النفوذ والمهارة والانضباطية، وباولو مالديني أعظم المدافعين عبر العصور، وابن الأسطورة تشيرازي مالديني، وروبيرتو باجيو الهداف العظيم... الطليان ودعوا معاناتهم الماضية، وبدؤوا عهدًا جديدًا مع كرة القدم، وهاهم يقدمون أروع المستويات في يورو 2020، كرة قدم جميلة رائعة ومتفوقة، وأتوقع بأن يكونوا أحد فرسان الختام ومن المرشحين للقب هذا العام مع هولندا وبلجيكا وألمانيا. أما إسبانيا فصدمتنا جميعًا بمستويات ونتائج مخيبة لآمال عشاق الكرة الإسبانية/ الماتادور، فأبناء لويس إنريكي فشلوا في تحقيق أي فوز للآن! مع المعنويات المنخفضة والروح السلبية!
ألمانيا أحبطت معنويات البرتغال، وعصرتهم عصرًا على الرغم من وجود الأسطورة كريستيانو رونالدو معهم، النجم الذي سجل في كل النسخ 2012 و2016 و2020 بهدفه الجميل في مرمى ألمانيا، ولربما كانت هذه النسخة بطولة الأنفاس الأخيرة له دوليًّا.
هل شربت الكابتشينو هذا الصباح؟ ألقاكم.