|


تركي السهلي
نقل مجهول
2021-06-26
حالة من الغموض الكبير تلفّ موضوع نقل مباريات الدوري السعودي المقبل على منصّة تلفزيونية بعد أن أصبحت الأمور في يد الشركة الرياضية.
والشركة الرياضية السعودية أبصرت النور في سبتمبر 2020م، ويرأس وزير الرياضة مجلس إدارتها. وفازت في إبريل الماضي بعقد حصري لأربعة أعوام لنقل مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم داخل النطاق الجغرافي السعودي. والشركة لديها صلاحيات واسعة بالتحرك والاستثناء رغم ملكيتها للحكومة.
والوضع بأكمله لا وضوح فيه ولا تأكيد على الأخبار الواردة بالاتفاق على تولّي مجموعة mbc العملاقة للبث والنقل في الموسم الجديد.
و”الرياضية” الصحيفة قدّمت لنا أمس عملًا صحافيًا كبيرًا مغلّفًا بالصدمة والحيرة والأسئلة المطروحة. فالسيّد عبد العزيز باعشن مساعد وزير الرياضة لشؤون الرياضة والرئيس التنفيذي المُكلّف للشركة “امتنع” عن إعطاء أيّ تفاصيل ولم يُجِب ويطرد الغموض الشديد المُسيطر على الأجواء. والسيّد عبد العزيز العفالق رئيس رابطة الأندية المحترفة لا علم لديه “ولا يعرف” شيئًا عن تفاصيل التفاوض والاتفاق ولا من هو الناقل الجديد. وهو الذي، وبحسب وضعه الفني، من يفرض حقوق الأندية وتحصيل أموالها من النقل مع الدخول كطرف رئيس في العملية التفاوضية مع كل ناقل محتمل.
إنّنا أمام وضع قاتم جدًا من حيث توفير الخدمة للمشاهد ورفع جودة البث وتصدير هويّة الدوري السعودي للعالم مع تجاهل غير مُبرّر للسعوديين العاملين في مجال البث الفضائي التلفزيوني وتوفير فرص عمل لهم وضمان استمرارية دخولهم وتحسين وضعهم المعيشي.
أفهم أننا نريد أن ندخل الأسواق العالمية ونظفر ببطولات أوروبية مختلفة تجعلنا رقمًا صعبًا في معادلة التأثير وهذا أمر كلنا نريده لكن ذلك لن يتحقق بخطوات يغلبها الاستعجال ولا يمكن أن نكون اليوم في مجال ضخم ولا نعتبر لمن سبقنا ولا لطريقة التواجد في عالم ضخم كثير التداخلات.
إن الشركة الوليدة لا نعلم رأسمالها ولا حتى هيكلتها الإدارية ولا أصولها الفنيّة ولا ما هي خططها القريبة على الأقل فضلًا عن رؤيتها للفرد السعودي العامل المُنتج وكيفية استقطابه وتطويره. لقد شعرنا بالارتباك بما يكفي في تجارب سابقة ولا نريد أن نعود للارتباك ذاته مرّة أخرى مع اقتراب بدء مسابقة الدوري في أغسطس المقبل. ولقد عانى العامل المواطن في مجالات الصحافة التلفزيونية الرياضية، التنقّل الكثير والانقطاع الدائم لدخله وتهميش حقّه مع كل مشروع جديد كما أن المشاهد المحلّي يرغب في أن يتمتّع باحترافية نقل من دون أخطاء.