|


عدنان جستنية
مُش أنا!
2021-07-02
مُش أنا، كانت البداية قبل مشاهدتي لفيلم “مُش أنا” قصة وسيناريو وبطولة الفنان المبدع تامر حسني، وإخراج سارة توفيق، بعدما فاجأتني ابنتي الغالية “هبة” بدعوة لمشاهدة هذا الفيلم بمناسبة “يوم الأب”، حيث قبلت الدعوة بعدما قالت لي إن حبيبك تركي آل الشيخ أشاد في تغريدة له برسالة الفيلم الإيجابية، وهي تعلم مسبقًا أنني لست من أنصار الاحتفال بهذه المناسبات، وتعلم أيضًا مدى محبتي ومعزتي لـ “أبي ناصر”، وإعجابي الشديد بفكره وذائقته الفنية وإنسانيته.
ـ رفضي الاحتفال بالمناسبات الموروثة والمكتسبة من عادات وتقاليد أمم وشعوب مختلفة لا يعني أنني ضدٌ لما لا يتوافق مع قناعاتي ومع ما يراه جيل مختلف مناسبًا له وينسجم مع عقليته وآرائه وأهوائه، وليس بالضرورة أن يكون “نسخة مني أنا”.
ـ كما أن الفن السابع يشدني كثيرًا منذ الصغر متابعًا لأحدث الأفلام المصرية، عندما كانت تعرض في دار سينما بمدينة الطائف وأول فيلم شاهدته كان “أبي فوق الشجرة” في بيت أحد أقارب والدي والذي كان “يرحمه الله” يضع يده على شاشة العرض كلما رأى مشاهد لا تتناسب مع عمرنا ولا تتوافق مع نظام تربيته لإبنائه.
ـ مُش أنا.. فيلم أعادني لأيام جميلة عشتها في مسيرتي الإعلامية حينما كنت مشرفًا وناقدًا فنيًا بجريدة المدينة وملحق الأربعاء، متذكرًا تلك الأيام وأنا في قاعة “فوكس سينما” في “رد سي مول” بجدة، ولم يدر بخلدي أنني سأكتب عن فيلم حسبته “تقليديًا”، يحكي قصة أم مريضة وابنها الوحيد “الرسام” المكافح بدخل محدود لا يكفيه لشراء دواء لها، حتى جاءت النقلة الدراماتيكية بتعرض الابن “تامر حسني” لمرض متلازمة “اليد الغريبة” لأندمج مع أحداث الفيلم في قصة إنسانية تستحق المشاهدة والاهتمام بالكتابة عنها.
ـ متلازمة اليد الغريبة في علم الطب هو مرض نفسي يفقد المريض السيطرة على إحدى يديه أو كلتاهما، وبالتالي يقود هذا المرض بطل الفيلم مع والدته الفنانة الكبيرة “سوسن بدر” وصديق عمره الممثل المبدع “ماجد الكدواني” والممثلة الراقية “حلا شيحة” والفنان المتألق “فايز المالكي” إلى مواقف محرجة مضحكة جدًا ومبكية “توجع القلب” توصف بـ “الكوميديا السوداء”.
ـ يبدو لي أن فكرة مشروع فيلم “مُش أنا” انطلقت من الرياض أثناء تواجد الفنان تامر حسني في حفل اعتزال الكابتن “ياسر القحطاني” ويبدو لي أيضًا أن “أبا ناصر” هو من اقترح فكرة مشاركته في هذا الاحتفال ليثمر عن تعاون فني مشترك بينهما عبر قصة “إنسانية” تبنّت “هيئة الترفيه” دعمها ماديًا وإعلاميًا وسينمائيًا.