|


تركي السهلي
همسة صفراء
2021-07-03
الاتحاد السعودي لكرة القدم أنهى موقفه الآسيوي في الرابع والعشرين من الشهر الفائت وصادق لصالح حيادية مكاني مباراتي ممثليه النصر والهلال مع الفريقين الإيرانيين بعد رفض القارّي فكرة المكان الواحد في دولة من الغرب لإقامة الأدوار الإقصائية.
انتهى الموضوع في حينه دون ظهور موقفٍ ثانٍ. والانتهاء الآسيوي كان مبنيًا على قرار سابق له بعدم لعب فريقين من إيران والسعودية في أرضيهما حين يلتقيان ولمسببّات سياسية ودبلوماسية معروفة بين البلدين. والنادي الأصفر تحرّك بالأمس بعد اعتماد مجموعتي آسيا للمنتخبات المؤهلتين لكأس العالم في قطر العام المقبل وانتفاء تصادم الأخضر مع الفُرس في مجموعة واحدة وتجنّب كل منتخب لقاء الآخر.
ومع التواريخ والأمكنة لقرعة المنتخبات زال الحرج عن الاتحاد السعودي لكرة القدم وزال الصمت عن حق النصر في اللعب على أرضه في الرياض مع تراكتور وأصبح بالإمكان التحرّك من جديد بناءً على الرغبة الصفراء. والعاصميّ الكبير تقدّم أمس بخطاب موجّه للاتحاد الآسيوي مُرسل لأمانة الاتحاد السعودي يُثبّت مطالبه باللعب على “مرسول بارك” كمتصدّر عن مجموعته. والمكتوب المُصاغ قانونيًا من إدارة مسلّي آل معمّر كان يعي كُل التفاصيل الجديدة والقديمة وكان على فهم جيّد بالتشابك الحاصل بين أكثر من طرف. ففكرة التجمّع في أرض واحدة رفضها الاتحاد الإماراتي لوجود فريقين من بلاده في التنافس واتحادنا المحلّي “غضّ” الطرف عن مطلب كهذا وبارك “ضمنيًا” خطوة الالتقاء المُحايد وعدم الالتفات نهائيًا لما يريده نادي النصر في هذا الشأن. ورأى اتحادنا الأخضر أن تحرّكاته كُلّها كانت متناغمة مع القرارات الآسيوية ومع الطرف السعودي الآخر المتمثّل في الهلال الذي كان يريد الحياد حتى لو خالف ذلك رغبة النصر. والواضح بعد كل ذلك الآن أن أمانة الاتحاد السعودي سترسل خطاب النصر إلى القارّي دون أن تتبنّى موقفه، فالمسائل حُسمت ولن يُدخل الاتحاد الأهلي نفسه في صراع مع أي جهة وسيكتفي بموقفه السابق وإن كان سيرضي النصراويين بالإرسال والمتابعة وتلقّي الرد وتحويله إليهم كإجراء اعتيادي لا أكثر. والأمر كُلّه كان مُريحًا لاتحادنا المحلّي فهو تماهى مع الآسيوي ولم يفتح جبهة مع “الأزرق” كانت ستتم لو وقف مع النصر في رغبته وأعطى النصراوي مساحته في التعبير عن موقفه دون تبعات. والنصراويون لا مشكلة لديهم الآن ولا نيّة لهم لتغيير أي شيء سوى أن يضعوا “همسة” في الأذن كرصيدٍ لمستقبل الأيّام.