|


د. حافظ المدلج
دور المدرب
2021-07-13
كلنا يعلم أن مثلث العمل في كرة القدم يقوم على الأضلاع الثلاثة “النجوم والإدارة والمدرب”، وقد نختلف حول النسب التي يتحملها كل ضلع في النجاح أو الفشل، ويمكن القول إن النجوم يتحملون دائمًا النسبة الأكبر، إلا أن ذلك يتأثر بحجم التدخلات الإدارية والفنية التي قد تعصف أحيانًا بجهود النجوم، والأمثلة على ذلك كثيرة ولإيضاح الفكرة سنتحدث عن “دور المدرب”.
“المدرب المميز” هو الذي يتحمل 20 في المئة من نتاج العمل، لأنه يقوم بعمله المطلوب في إعداد الفريق واختيار التشكيل والتكتيك المناسب لكل مباراة، فيقوم بدوره التكاملي مع الإدارة والنجوم فيحقق النجاح إذا قام كل ضلع بدوره مع ضرورة وجود نوعية مميزة من النجوم، ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة أهمها “جوارديولا وكلوب وكونتي” وغيرهم من المدربين المميزين الذين حققوا النجاح بوجود كوكبة نجوم تمنحهم الأفضلية وتسهل “دور المدرب”.
“المدرب الاستثنائي” هو الذي يتحمل نسبة تتجاوز 50 في المئة من النجاح، لأنه يستأثر بالقرار الإداري ويحقق النجاح بنوعية نجوم قد لا تكون أفضل من منافسيه، لكنه يستطيع أن يخرج منهم أفضل ما لديهم ويجعلهم يقدمون 110 في المئة في كل مباراة، وقد يكون “مانشيني” أصدق مثال لذلك، وقبله كان المدرب الأعظم “فيرجسون” الذي حقق النسبة الأكبر من “دور المدرب”.
“المدرب السيئ” وهو عكس سابقه بحيث يتحمل نحو 50 في المئة من نسبة الفشل، لأنه يملك أفضل النجوم لكنه يسيء توظيفهم ولا يستثمرهم بشكل مثالي ويتخذ قرارات غريبة تقود الفريق إلى الفشل، وربما يكون “ساوثجيت” خير مثال، حيث أضاع لقب يورو 2020 بعدم استثماره للدكة وإشراكه لنجمين بالدقيقة 119 ليهدرا ركلتي ترجيح ويؤكدان “دور المدرب”.

تغريدة tweet:
ولا يمكن إغفال دور الإدارة الذي قد يشبه دور المدرب في تفاوت النسبة خصوصًا حين تمارس التدخل بالإعداد النفسي للفريق قبل المباريات الحاسمة، وقد توقعت خسارة “البرازيل” لنهائي “كوبا أمريكا” بسبب تصريح رئيس الاتحاد بأنهم سيهزمون “الأرجنتين” بخماسية، وقد غردت حينها بأن عدم احترام المنافس ستكون نتيجته الخسارة، ومع بدء المعسكرات التدريبية للأندية نكرر التذكير بمعادلة النجاح في قيام كل ضلع بدوره التكاملي ليتحقق النجاح، ونحذر من ضياع الجهد والمال بالتأثير السلبي للإدارة أو المدرب في حال تم الإنفاق بسخاء لاستقطاب أفضل النجوم، وعلى منصات النجاح نلتقي.