|


تركي السهلي
الأستاذ سعد
2021-07-26
من التعليم بدأ سعد الشهري. في المدارس خاض الشهري رحلته التدريبية إلى أن أصبح اليوم مدرّب المنتخب السعودي الأولمبي المُشارِك في أولمبياد طوكيو 2020.
في بطولةٍ للمناطق التعليمية جعل من منطقته الشرقية في المركز الأوّل واكتشف خانة ياسر الشهراني وأخرجه من الصفِّ واللعب مع الصغار وثبّته ظهيرًا طائرًا من القادسية حتى دفع فيه الهلال الغالي والنفيس لاستقطابه إلى صفوفه. اليوم، تقول الأصوات الزرقاء بأنه مجرّد مُدرّس تربية بدنية وهو من علّم لاعبهم ياسر كيف يلعب كُرة قدم. لا مشكلة الآن في هذا، فأحبابنا الزُرق يفقدون صوابهم كثيرًا والأمر مُعتاد لِكُلّ مُراقب. ليتهم كانوا تلاميذ ليبقوا في مجموعة التعلّم والفهم والإدراك.
نعود إلى “الأستاذ سعد” لنفرح به ومعه تاركين كُل المهزومين في دائرة الضعف الدائمة ونُعطيه حقّه وهو الذي يستحق أكثر.
في الخطط الفنيّة لم تنجح في مواجهته ساحل العاج ولا ألمانيا الاتحادية وفي المواجهات لم يكن مهزومًا لكن الأهداف خذلته. قطعة جديدة سعد في اللوحة الخضراء ولون مختلف وتركيبة معجونة بين الساحل والجبل والصحراء. خطوة أولى قطعها “الأستاذ” وستتبعها خطوات وسيرة لم ترو بعد. في المباراة المتبقّية له أمام البرازيل لا يهُمّ ما سيحدث فقد تعرّفنا على الشهري كمدرّب فنّي على نحوٍ كافٍ.
عُرِف عن “المُعلّم” قدرته على عزل نفسه عن كل مؤثر وتركيزه الشديد على أهدافه وعمله كما عُرِف عنه أيضًا أنه لا يسمح لأحد بأن يُشير له بإصبعه باتجاه الطريق. هو يُدرك تمامًا أن تدريسه للصغار منحه مساحة واسعة للصبر والنقاء والتفكير مع الحركة بعيدًا عن الكُرسي وصافرة التمرين. كما أنه يملك شخصية لا تهتز لمجرّد أن هاتفًا في مُدرّج لا يرغب في بقائه. يعي المولود في عام 1980م أن الحياة عبارة عن مشروع ولا يُهمّه من ينظر إلى المسألة على أنها مجال شخصي نابع من فراغ. أكبر بكثير هذا “المُدرّس” من ثرثرة غرفة الحُرّاس وماسحي الطاولات ومُغلقي الأبواب. مسافة سعد كانت كُلّها في مسار التعليم لذا كان دائم التفكير بتقليل “الأميّة” ومحاربة “الجهل” وهو في الوقت ذاته متمكّن جدًا من تزويد من به “صعوبات” بالمهارات الكافية. مُعلّم كبير “الأستاذ” ومُدرّب كبير “الأستاذ”.. علينا الاستفادة منه ومن روحة المنطلقة للعلو ومشاركته الحصص والإنصات له.. أستاذ هذا الأستاذ.. أستاذ.