|


راكان المغيري
الخوف من التغيير
2021-07-26
إحداث تغيير وتطوير في أي قطاع يُعد مهمة صعبة وغير مستحبة في البدايات، ولكن عندما يكون هناك قائد ومسؤول بارع ومبادر تكون الأمور مختلفة، يمنح شعور الثقة والأمان لدى الجميع، هذا ما انتهجه عرّاب التطوير في قطاع الإبل فهد بن حثلين، رئيس مجلس إدارة نادي الإبل..
الذي بادر بنفسه بتغيير وسم إبله، وهو إرث كبير يعتز به عندما منع الأسنان الصغيرة المشاركة في مهرجان الإبل من وسوم الوجه، وعندما أثبتت الدراسات جدوى الاستثمار في الفحول فتح سوقًا حرًا للإيجارات عرّض اسمه وتاريخه وثقافته لمحك من أجل التغيير بفحل إبله الشهير “راكان” الأغلى عالميًا والمنتقل له قبل سنتين بمبلغ 30 مليون ريال، ويُعرف أن ابن حثلين ابن البيئة والمرتبط بالإبل منذ قرنين والتاريخ يشهد بذلك لمن سبقوه من أسلافه ـ رحمهم الله ـ ليعطي إشارات مختلفة أن قطار التطوير والتغيير سائر بلا توقف لجعل القطاع فتيًّا وجاذبًا ومنظمًا، لجذب اقتصاد رصين، وإحداث حراك غير مسبوق في أي قطاع مشابه بسرعة البرق، أي هواية لاستدامتها يجب أن تخلع ثوبها الرث المتهالك والمتأخر جدًا عن هوايات شبيهة بها ويتأقلم محبوها والمستثمرون فيها للتغيير لأن قطار التطوير لن يقف ولن يتأخر موعده.
من واقع التجربة والعمل في قطاع الإبل خلال 4 أعوام رصدت العديد من ردات الفعل الغاضبة مع إقرار أي قرار تطويري، ولكن بعد تطبيقه أندهش من التأييد من المعارضين له، وكان اعتماد فئة نخبة النخبة التي روج المرجفون آنذاك أنها ستعيد أسعار الإبل إلى مرحلة توقف المهرجانات، ولكن وجدنا تسجيل أرقام فلكية لأسعار الفرديات لم تسجله في وقت سابق، وخلق سوقًا مختلف الأرباح فيه تصل إلى أكثر من 500 في المئة، وشهد قوة تنافسية شرسة، وبين القرارات التي وجدت غضبًا كبيرًا إلغاء الوسم والقسم، والذي يهدف إلى نبذ التمييز والعنصرية، وأيضًا اعتماد الشريحة وثيقة ملكية يعقبها تطويرات بينها إصدار جوازات سفر للإبل ومنحها تأشيرات دخول إلى دول بشكل سريع وسهل، وكان مروجو الشائعات يؤكدون أن الأسواق ستشهد وفاة دماغية لها، ليكون الرد واضحًا وجليًا مثل الشمس في رابعة النهار في المجاهيم التي شهدت تنافسية غير مسبوقة في تاريخها، وقوة شرائية تجاوزت 88 مليونًا، ودخول 4 منقيات لشوط النخبة للمرة الأولى، ولم يحدث ما روج له أصحاب المصالح الشخصية.
التغيير مهم لاستدامة الهواية ولصناعة اقتصاد ينعكس على صغار الملاك قبل كبارهم، ولكن كل ذلك يحتاج إلى وعي يواكب زلزال التطوير الذي يحدث من صاحب المبادرة الذي يسبق أشد المتفائلين بالتفكير بسنوات ضوئية.