|


رياض المسلم
لماذا يكرهون الهريفي؟!
2021-07-30
لا أعتقد أن هناك شواذ على قاعدة “فهد الهريفي أحد أبرز نجوم الكرة السعودية منذ منتصف الثمانينيات إلى نهاية التسعينيات الميلادية”، فسجله حافل بالإنجازات، ويملك إمكانات فنية كبيرة جعلت اسمه يرتبط بالذهب، وكوّن جماهيرية واسعة، وأضحت أسهمه خضراء، ولم يستطع كارهوه صبغ اللون الأحمر على سوقه.
بعد اعتزاله، توقفت طرب الموسيقار في الملعب وتحوّل إلى صوت يراه البعض بأن نشاز عندما ارتدى قميص الناقد، والآخر لا يزال يطربه..
الهريفي اختلف عن سابقيه ولاحقيه بالآراء الحادة، فلم يتقبل الوسط الرياضي فكرة أن لاعبًا “نجمًا” ينتقد زميلًا له في المهنة، فكانت “الدمدمة” حال الكثير من اللاعبين عندما يتحولون إلى نقّاد، ويكون ردهم تحت الهواء “أتمنى انتقد لكن أخاف يزعلون”.
فهد شذّ عن طريق “المثالية” و”المجاملة” في الانتقاد وتعامل مع مهنته الجديد بجدية كما كان لاعبًا، لو استثنينا حركته ضد عبد الرحمن التخيفي في ديربي منتصف التسعينيات، وتناسى الإرث الكبير الذي حققه في سنوات عطائه، فتسببت آراؤه في خسارة الكثير من الجماهير، بل وصلت إلى حد الكراهية حتى ممن كان يطرب لمعزوفاته لاعبًا.
سنّ البعض من أهل الوسط الرياضي سنة سيئة تنص على الذهاب بالانتقاد إلى ساحة “الشخصنة”، فيترك الرأي ويمسك بصاحبه.. فيُرمى بأنه حاقد أو حاسد أو لديه مآرب أخرى.
استمعت إلى وجهة نظر الهريفي حول المنتخب الأولمبي وخروجه من أولمبياد طوكيو 2020 محملًا بالنتائج المخجلة، وذلك في حواره مع الزميل دباس الدوسري عبر “تويتر”، ذهب في انتقاده مباشرة إلى سلمان الفرج، مبينًا أنه لاعب لم يشكل إضافة ولم يستفد منه المنتخب كونه يتسلّم الكرة ويسلّمها فقط دون أي تأثير.. وانتقد المدرب سعد الشهري باعتماده على عبد الله الحمدان كرأس حربة وعدم استدعاء صالح الشهري، مشيدًا بما يقدم سالم الدوسري وأنه لاعب كبير، لكنه يحتاج إلى الاهتمام باللمسة الأخيرة، وتحدث عن أخطاء فنية عدة.
من يستمع لآراء الهريفي يرى بأنها لم تخرج من دائرة الانتقاد، لكن بعد الانتهاء من الحوار علت أصوات طالت شخصيته ودخلت في نواياه، وليس فهد فقط بل هذه طبخة الوسط الرياضي “الماسخة”. بالنسبة ليّ أذهب مع رأي الهريفي فيما ذكر حول انتقاد اللاعبين، بل وسبق أن حذّرت العزيز سعد الشهري في مقال سابق قبل انطلاق المنافسات في النقاط ذاتها.
كم أتمنى من العقلاء في الوسط الرياضي أن يكون الرد على النقد والآراء ذاتها، ولا يذهب إلى خانة “الشخصنة” فتتكون لدينا كراهية للناقد، فهو قد يصيب أو يخطئ، ولكنها تبقى وجهة نظر..