|


د. حافظ المدلج
مساعد المدرب
2021-07-30
مع اقتراب انطلاق الموسم الكروي في معظم دول العالم تعيش الأندية حالة التحضير للدوري من خلال المعسكرات والمباريات الودية، التي تُعرِّف المدرب على الفريق، ونقاط قوته وضعفه، والحديث عن المدرب يقودنا إلى الجهاز التدريبي، الذي لا يقل أهمية عنه، حيث نلاحظ تركيز الجميع على المدرب الرئيس، وكأنه يعمل وحيدًا، في حين يفترض الاهتمام بأدوار “مساعد المدرب”.
التاريخ يقول لنا إن نجاح أي مدرب لا يكتمل إلا بنجاح الجهاز الفني الذي يساعده، وكم من مدرب تغيرت نتائج الفريق الذي يشرف عليه بتغير مساعديه، وكم من مساعد مدرب خرج عن عباءة المدرب الرئيس ليكون مدربًا كبيرًا في فريق كبير، ولعل أشهر الأمثلة “زيدان”، الذي كان مساعدًا للإيطالي “أنشلوتي” في “ريال مدريد”، وحقق معه “العاشرة”، ثم أصبح مدربًا ليحقق ثلاثة ألقاب متتالية، كأفضل مدرب في تاريخ دوري الأبطال بدأ من وظيفة “مساعد مدرب”.
الأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى، فكثير من مساعدي “فيرقسون” طوال 27 عامًا خاضها في تدريب “مانشستر يونايتد” تحولوا إلى مدربين قادوا الأندية والمنتخبات العالمية، والأهم من ذلك أن دور مساعد المدرب لا يقتصر على تلقي التعليمات وتنفيذها، بل يتعدى ذلك للقيام بتصحيح المسار وعلاج القصور وتقريب وجهات النظر مع النجوم، وغيرها من مهام “مساعد المدرب”.
لذلك يحرص المدرب العالمي حين التعاقد معه على جلب الجهاز الفني المساعد له، والذي ينسجم معه ويساعده على النجاح، ورغم أن الإنجاز يحسب للمدرب الرئيس، الذي يتعرض للنقد في حال الإخفاق، إلا أن اليد الواحدة لا تصفق، والمدرب لا يمكن أن يحقق النتائج الإيجابية أو السلبية إلا بمشاركة تحسب له أو عليه من الجهاز الفني، وخصوصًا “مساعد المدرب”.

تغريدة tweet:
حديثي اليوم يسبق انطلاق الدوري للتأكيد على أن الأندية مطالبة بالاهتمام بالجهاز الفني ككل دون الاكتفاء بالمدرب الرئيس، فالصرف على الجهاز المساعد قد يكون الفارق بين النجاح والفشل، ولعلنا نسمع مؤخرًا عن مدرب خاص بالمهاجمين وآخر بالمدافعين، وهما لا يقلان أهمية عن مدرب حراس المرمى، لذلك على الأندية أن تعي أهمية الجهاز الفني المساعد، التي لا تقل عن أهمية المدرب الرئيس، وحتى المدرب الوطني إذا أراد النجاح عليه أن يحسن اختيار مساعديه.. وعلى منصات الاختيار نلتقي.