|


بدر السعيد
لم نخسر كل شيء!
2021-07-31
في ديسمبر من العام 2018 كتبت هنا مقالًا بعنوان “المقود الأصعب”، تزامنًا مع تكليف الأمير الشاب عبدالعزيز بن تركي الفيصل بقيادة المؤسسة الرياضية الحكومية، وهو المقال الذي أشرت من خلاله إلى اختلاف نوعية قائد الرياضة الحالي عن سابقيه، كونه الرياضي المحترف في قيادة السيارات والممارس بشغف واهتمام ودقة لأكثر من رياضة كأسلوب حياة لذلك الرجل الجاد جدًا، كما أشرت من خلاله إلى أهمية المرحلة وتوافقها مع طبيعة شخصية ذلك الأمير البطل الذي سيمسك حينها بأصعب مقود في حياته من حيث الدقة والسرعة والمطالبة بالإنجاز.
واليوم ونحن نعيش أجواء وأحداث الحدث الرياضي الأكبر عالميًا “دورة الألعاب الأولمبية” في طوكيو، نشاهد ونسمع ونترقب المشاركة السعودية الأكبر، من حيث تنوع الرياضات عبر تاريخ المشاركات السعودية في دورات الألعاب الأولمبية، وسط اهتمام شعبي وردود أفعال واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو تناسب طردي فرضه الزمن والنقلة النوعية في طريقة التفكير وتقديم الرأي والتعبير عنهما.
وفي زحمة تلك المتابعات والترقب، ظهرت ردود الأفعال الطبيعية تجاه النتائج السعودية المزعجة لكثير من عشاق الرياضة السعودية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وهي ردود أفعال منطقية فرضتها ظروف ونتائج المشاركة ـ حتى الآن ـ ويزداد الأمر صعوبة في القبول المجتمعي وحدّة في التعبير، عطفاً على الكثير من الوعود التي سمعها المشجع والمتابع بعد كل خسارة ونتائج سيئة عبر تاريخ مشاركاتنا الأولمبية أو الآسيوية على حد سواء.
لن أقف اليوم مدافعًا عن قائد الرياضة الحالي، لكنني في ذات الوقت لن أحمله مسؤولية ما حصل في طوكيو 2020، لأني أدرك تمامًا أن صناعة البطل الأولمبي وتحقيق الميدالية الأولمبية، لا يتحقق خلال العمل عليها لعام أو عامين مع أخذي بعين الاعتبار إلى الظروف التي فرضتها “جائحة كورونا” على الرياضيين.
وعلى الرغم من أني انزعجت كغيري لخروج ممثلينا وأبطالنا السعوديين في المنافسات الواحد تلو الآخر، إلا أنني كنت أحد الملايين الذي سعدوا واستبشروا خيرًا ونحن نشاهد ذلك الاهتمام الجديد في شكله ومضمونه، والذي جسده قائد الرياضة في ذلك المحفل العالمي الكبير وهو يقترب أكثر وأكثر من سابقيه ليكون صديقًا قريبًا ومراقبًا دقيقًا لكل التفاصيل التي عايشها رياضيو المملكة في طوكيو، وهو الأمر الذي سينعكس بمشيئة الله على مستقبل رياضتنا ورياضيينا في قادم الأيام.
نعم خسرنا في كثير من المشاركات لكننا كسبنا رجلًا رياضيًا ومسؤولًا يدرك ما يجب إصلاحه مستقبلًا.
دمتم أحبة تجمعكم الرياضة..
ويحتضنكم وطن.