أحمد الحامد⁩
دردشة في الأولمبياد
2021-08-04
منذ أيام وأنا أستمتع بأولمبياد طوكيو، أشجع هذا اللاعب، وأتعاطف مع آخر، وأقفز فرحاً مشاركاً أحد اللاعبين فرحة كسره للرقم العالمي. وحزيناً على لاعب أصيب وتوقف حلمه، لا أعرف كيف ستكون وتيرة أيامي بعد أن تنتهي الألعاب، لكنني غارق في الاستمتاع وهذا هو المهم، خصوصاً وأنني أشاهد أفضل الرياضيين في الكرة الأرضية، استعدوا سنوات من أجل أداء دقائق.
هذه المرة وجدت نفسي أتابع المعلقين الإنجليز، ولاحظت أنهم لا يعلقون بصوت مرتفع، ومن ميزتهم الهدوء، والصمت في بعض اللقطات، كما أنهم منصفون في وصف مهارات الخصوم الذين يقابلون لاعبي بلدانهم، وعندما سألت قيل إن هذا الأسلوب من المدرسة الأوروبية الهادئة، بينما مدرسة التعليق في أمريكا الجنوبية يكون صوت المعلق مرتفعاً وقد يصرخ، وأظن أن معلقينا العرب يشبهون معلقي أمريكا الجنوبية في تعليقهم.
انتبهت إلى أن كلمة “كواليتي” كثيراً ما ترددت في وصف المعلقين إذا ما أرادوا مدح أحد اللاعبين، ويقصدون بها المستوى العالي الذي وصل له اللاعب في أدائه، لكن الاكتشاف الجديد الذي اكتشفته هو أن معظم الأبطال اعتمدوا على مجهوداتهم الفردية في التدريب، وأكثرهم يعملون كموظفين أو طلاب جامعة، أي أنهم غير متفرغين كلياً للتدريب، وهذا ما يؤكد أن النجاح الذي حققوه ناتج عن تصميمهم على تحقيق نتائج عالية، وليس بدعم من اتحادات رياضاتهم كما كنا نسمع من أن الرياضيين الأوروبيين يحققون النتائج بفضل اهتمام الاتحادات الرياضية بالرياضيين.
هذا ما تعرفت عليه من خلال اللقاءات التي أجرتها وسائل الإعلام مع الرياضيين الذي حققوا ميدالياتهم، كانوا يقولون إن ما حققوه كان نتاج سنوات من العمل والصبر والتوفيق بين التدريب والعمل. أي أنهم هم صنّاع هذا النجاح بالصورة الأساسية.
أما مشاركاتنا العربية فلم تختلف نتائجها عن كل دورة ألعاب، بالكاد نخرج بعدة ميداليات تحققها دولة أوروبية واحدة، وأنا أميل إلى أن السبب في طريقة تفكير الرياضي العربي كسبب رئيسي، لأنه ينتظر دائماً من يأتي لمساعدته، وقد يحتاج بعض المساعدة فعلاً، لكنها ليست المساعدة التي تصنع منه بطلاً، طالما أنه لا يريد أن يصبح البطل من خلال بذل المزيد من الجهد على التدريب المستمر، وهذا ما أكدة البطل المغربي سفيان البقالي الذي حقق في هذه الدورة الميدالية الذهبية في سباق 3000 حواجز، قال سفيان بعد فوزه إنه في أولمبياد ريو 2016 حل رابعاً، ثم طرح على نفسه السؤال التالي: لماذا لا أصبح البطل؟.