|


تركي السهلي
طارق السعودي
2021-08-07
بخطوات مثّلت كل سعودي، شقّ طارق حامدي طريق البطولة وحاز ميدالية فضّية في أولمبياد طوكيو 2020، ليعطي كل مواطن على أرضنا المُباركة صفحة جديدة من الإنجاز. كان الجميع في الانتظار ولم يخيب البطل المولود في 1998م المصقول في نادي الجبيل في المنطقة الشرقية الظنّ أبدًا وكان الأجدر بالفوز بالذهبية من الإيراني في منافسات الكاراتيه لولا قرار الحكم التركي.
والنصر السعودي كان مُنتظرًا طوال أيّام الأولمبياد والجميع كان في حالة ترقّب للحظة طارق وتقديم العلم الأخضر من بين الوفود والمتسابقين.
ومع كسب الحامدي طارت ألوان الفرح في كل مكان وطغت الحالة الوطنية لتؤكد أن الرياضة والانتصار فيها من أعلى الأسباب في رفع الحالة المعنوية وتوحّد القلوب واعتلاء الشعور الوطني لدى الناس.
وممّا حدث وما سيليه، علينا إعادة التفكير في صياغة التعريف للمُنجز والتعامل معه كمفهوم واضح، والتأسيس لمرحلة جديدة لا تراجع فيها ولا تراخ.
إن الغوص في تناول الفكرة الساذجة حول صناعة البطل يجب أن يتوقف والدائرة دومًا في فلك فردانية المُشارك وضعف المخرجات للأندية، إلى الالتفات نحو إعطاء العنوان لغة أعمق بتسويق نجوم جُدد ومشوار تدريبي أقوى ومنشآت أكبر ومحاسبة الجامعات السعودية على الإخفاق في تهيئة مناخ بطولي أولمبي دولي للطّلاب والطالبات.
والتقدير الحكومي كان عاليًا عبر وزارة الرياضة والشباب أو اللجنة الأولمبية العربية السعودية لكل ممثّل وطني وهو لم يترك للبطل طارق حامدي دون التثمين الكبير، فمُنِح جائزة الميدالية الذهبية البالغة خمسة ملايين ريال. إنّنا أمام قصّة حديثة في الانتصار وعلينا أن نأخذ كل تقدّم على أنه تقدّم للجميع لا لفرد أو جهة. المسيرة بدأت وسيأتي المستقبل ومعه الكثير من القصص الكبيرة التي تمثّلنا وتمثّل الوطن بأكمله. لقد نجحت البدايات الأولى وما زال في الطريق مزيد خطوات، واليقين يتولّد بأن النهايات ستكون سعيدة طالما أن تثمين كل محقق للفوز يُهدي للسعودية شعورها القوّي المُطلّ برأسه على الأرجاء كافّة.
إننا أكثر استحقاقًا وأجدى للمجد ولدينا ما يجعنا أن نصل ارتفاعًا دون سقوط ونملك من الأرض الخصبة ما سيؤدي إلى أن نأكل من طرحنا وحرث أيدينا. لقد تبسّمنا أخيرًا ولا زال أمامنا مساحة لنخصّصها لنا ولقصصنا التي ستُكتب وتُرى دون خوف أو خجل حتّى. إن الوقت الراهن مليء بالعمل وهمّتنا للتو تولّدت ولم يعد في خططنا أن نرتبك وسواعدنا كبرت وقويت واشتدّت ومسيرتنا أصبحت أكثر وضوحًا. إن الإنجاز غنى وامتلاء.