أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2021-08-12
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق تويتر، تغريدات كثيرة عن عودة الدوري السعودي لكرة القدم وصفقات شراء اللاعبين، كما أن انتقال ميسي من برشلونة إلى سان جيرمان كان حديث العالم، كرة القدم تسرق الأضواء دائماً، وما أجمل هذه السرقة، فكرة القدم لعبة سلام وتجمع ولا تفّرق، الآن وأنا في هذا العمر أقول إن كرة القدم لا تقل أهمية عن أهم اختراعات البشرية، لأنها تجلب السعادة، والسعادة من غايات الإنسان.
أبدأ بتغريدة لريم صاحبة الحساب المتخصص في صناعة الابتسامة “شفتو لما يكون في معجون أسنان فاضي بس الناس تضغط عليه فوق طاقته؟ أنا معجون الأسنان”. حساب ظريف آخر اسمه زهقان غرد “النوم من أول غمضة أحسن من الحب من أول نظرة” عندما فكرت في المقولة وجدت نفسي متفقاً معها، فالنوم من أول غمضة دليل على الراحة النفسية، كما أن النوم الكافي فيه نفع للصحة الجسدية، أما الحب من أول نظرة فقد يكون عكس ما سبق.
أنا من الناس الذين جربوا الغربة، وأظن بأنها من ناحية ساهمت في تهذيبي تماشياً مع القول “يا غريب كن أديب”، تغريدة للكاتب ياسر الأطرش عن يوميات ومشاعر الغرباء “لا يستوي الجالسون على الشرفات في هذه المدينة.. هم يتثاءبون بضجر يوحي بالأمان. وأنا متوجس من نظرة خاطئة تفضح غربتي.. وبينما يتحدث جاري وزوجته بصوت عابر للشارع.. نكتم أنا وزوجتي ألم الحنين كي لا تسمعنا الجدران الغريبة”، حساب tru memes يختار صوراً تناسب تعليقاته، غرد مؤكداً أن لا أحد يستطيع إفساد مزاجك إذا كنت في حالة معينة “لن يستطيع أحد إفساد مزاجك.. مادمت مكتئباً طوال الوقت”. الكاتب وصانع الأفلام الوثائقية نوفل الجنابي يحب الكتابة بأقلام الحبر، وخطه جميل وأنيق، ويبدو أنه يستمتع بأدوات الكتابة هذه ورفض أن ينضم إلى ركب الكتّاب الذين اعتمدوا الكتابة على الأجهزة الإلكترونية، آلمتني تغريدته الأخيرة التي أرفقها بصورة دفتر امتلأ بقطرات الماء “منذ أربع سنوات وأنا أكتب بتمهل قصص كل الغرف التي نقلتني بينها الحياة لأكثر من أربعين سنة، في مشروع كتاب عنوانه سيرة من غرف، وصلت إلى منتصفه تقريباً. قبل أيام هطل مكيف المكتب على الكتاب بشلال ماء محاه فلم يبق منه حرف، خسارة رمت بي إلى الاعتكاف” تذكرت إحدى الزميلات بعد أن قرأت التغريدة الحزينة، كانت تمسك “الآيباد” بيدها وتقول لي بانكسار: هل تعرف أحداً يستطيع فتح هذا الجهاز.. فيه سنوات من تعبي.. ونسيت كلمة السر! أعتقد بأننا بعد عشرات السنين سيشير لنا المؤرخون على أننا مخضرمون، لأننا عاصرنا جيلين، جيل الدفاتر وجيل الآيباد، التغريدة الأخيرة عبارة عن سؤال وجهه الزميل الموهوب راكان الشايع لأديبنا العزيز فهد عافت “وش الحكمة أو الفلسفة اللي ماشي عليها بحياتك ؟” كان سؤال راكان سيبدو عادياً لكن راكان تميّز في اختيار الشخص المناسب ليطرح عليه مثل هذا السؤال، لأننا سنحصل على إجابة غير عادية، قرأتها فرسمت لي ابتسامة إعجاب “أنا ماشي في حياتي أدوّر عن الحكمة أو الفلسفة اللي أمشي عليها في حياتي!”.