|


رياض المسلم
قميص ميسي بالملايين وأجانبنا بـ«الملاليم»
2021-08-13
تشير الأرقام القادمة من بلد العطور أن القميص الأغلى ثمنًا و”الأزكى رائحة” في كرة القدم بيع منه ما يفوق 90 مليون يورو خلال 48 ساعة فقط..
أحدهم يرى أن هناك مبالغة في ما يخص المبالغ الصادرة من متاجر الأندية العالمية، لكنه لا يلام كونه لم يعتد على مشاهدة ذلك في أنديتنا المحلية، وأقول له إنه في وقت رديّ عليه يكون قميص الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي قد سجل أرقاماً قياسية جديدة ليضخ أموالاً إضافية في خزينة نادي باريس سان جيرمان..
إذا كان ميسي يتفرد بكونه النجم الأبرز في السنوات الأخيرة فإن قميصه لم يسجل سابقة في متاجر الأندية فلقد سبقه الفرنسي زين الدين زيدان عندما أعلن ريال مدريد الإسباني عن تغطية جزء كبير من صفقته قادماً من يوفنتوس الإيطالي في مطلع الألفية من جراء بيع قميصه.. وتلاه لاعبون كثر تخطت إيرادات قمصانهم تكلفة استقطابهم.. في أنديتنا الوضع مختلف تماماً فهناك صفقات مهمة لنجوم كبار ولكن لا يواكبها فائدة مالية في تسويّق القمصان لأسباب عدة أهمها ضعف المسؤولين عن إدارات الاستثمار في الأندية فجل همهم البحث عن معلن فتحولوا إلى مندوبي مبيعات وللأسف الكثير منهم لا يدرك معنى التسويّق الرياضي ويعتقد بأن تخصصه الأكاديمي سيجعل منه عرافاً في النادي.. الأهلي يتعاقد مع البرازيلي باولينيو الاسم الكبير في برشلونة، والهلال يجلب بيريرا وتاليسكا في النصر، وغيرهم والمراكز الإعلامية في الأندية تفنن في تقديم فيديوهات عنهم ويتغنون بعدد المشاهدات والتفاعل والإدارة تقف مبتسمة فرحة ولم يفكر أحد أعضائها بأن المسؤولين عن الاستثمار في النادي مهملين جانباً يرفع مدخول النادي من الأموال بدلاً من اللايكات والرتويت.. القائمون على الاستثمار في الأندية الأوروبية لا يهمهم النجم وظهوره في السوشال ميديا أو متى يلعب فقط يبحثون عن معرفة الرقم الذي سيرتديه قبل أن يوقع رسميًّا فيهمون بصناعة أكبر قدر من القمصان برفع الطاقة التشغيلية في المصنع لاستيعاب الطلب المتوقع بعد الانضمام مباشرة، في المقابل لدينا لا يفكرون في ذلك رغم أن الموضوع بسيط فيعرض قميص اللاعب في المتاجر بعد مرور أيام عدة على انضمامه بل أسابيع وقد يكون لعب أكثر من مباراة ووقتها يكون حماس الشراء قد خف لدى العشاق، والبعض منهم وقعوا فريسة السوق السوداء.. الحل يكمن في إعادة ترتيب إدارات الاستثمار في الأندية وجلب مختصين وخبراء سبق لهم العمل في الأندية الأوروبية برواتب مجزية، ولن تكون خسارة مقابل ما سيحصل عليه النادي من إيرادات عطّلها الفكر القديم والكسالى.