|


فهد الروقي
«صمت الآسيوية الأصفر»
2021-08-13
سنوات طويلة والنصراويون بقضهم وقضيضهم لا يعرفون دوري أبطال آسيا، إلا من خلال الفرق الأجنبية التي تلعب ضد الهلال، سواء في المجموعات أو الأدوار الإقصائية، ثم يقيمون ولائم الأفراح والليالي الملاح بالخسارة الزرقاء، حتى لو خرج بالوصافة ونحرت الصافرة الظالمة أحقيته وأفضليته شبه المطلقة.
سنوات وهم يرددون شعارات وهمية، هي في حقيقة الأمر مضرّة عليهم وعلى فريقهم قبل أن تزعج الآخرين، فالركون للماضي حتى وإن كان منجزًا بـ “الترشيح”، والاكتفاء بفرحة المحاولات الزرقاء الدؤوبة والعمل التكاملي الذي تقوم به إداراته المتعاقبة، كان “مقبرة” لكل مفاهيم تلك السنوات الغابرة.
استيقظ النصراويون بعد قيلولة 24 نوفمبر بصدمة عظيمة، ماتت فيها كل العبارات الجوفاء والشعارات الوهمية، وأدركوا أنهم كانوا في سبات عظيم، وأن كل ما فعلوه للتغرير بجماهيرهم المغلوبة على أمرها قد سقط، ولأن الهلال هو “النموذج” غير المعلن للنجاح عندهم بل هم يفعلون بالعلن ما يؤمنون به في السر بهذا الخصوص، بدؤوا في “التفكير” بتحقيق دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخ ناديهم “المنفوخ بعكس حقيقته”.
فتكبدوا الديون والأموال الطائلة والصفقات العشوائية، وأصدروا الشيكات بدون رصيد ومارسوا البكاء وادعاء المظلومية، ومع خروج البطل المرشح بفعل وباء كورونا، اكتفوا بالخروج من نصف النهائي أمام فريق فقد هدافه قبل المباراة بساعات، ولعب ناقصًا لاعبًا مهمًا بفعل الطرد.
الآن هم يعدون العدة بـ”صمت”، ولا يرغبون في التطرق لهذا الإعداد لذات البطولة، فتعاقدهم مع “فتيل” لموسم واحد دليل واضح، لغياب مادو ولاجامي والتعاقد مع أبو بكر لتعويض غياب حمد الله عن ذات الدور الذي سيغيب فيه.
هم دفعوا الأموال الطائلة، رغم أن الأموال لا تصنع فريقًا بطلًا، حتى ولو حقق بطولة أو بطولتين فنقصها أو انعدامها في فترة من الفترات قد يسقط معه كل البناء ويصبح البطل في المركز الثامن.
صمتهم في الإعداد الحالي فيه خوف من محاولات الزعزعة، وتشكيل الضغوطات على الفريق، كما كانوا يفعلون مع الهلال طوال السنوات الماضية، وكيف سيكون شعورهم لو أن منافسيهم قاموا بنفس الفعل.

الهاء الرابعة
تهيمُ إلى نُعمٍ فلا الشملُ جامعٌ
‏ولا الحبلُ موصولٌ ولا القلبُ مُقصِرُ
‏ولا قربُ نُعمٍ إن دنت لك نافعٌ
‏ولا نأيُها يُسلي ولا أنت تصبرُ