|


تركي السهلي
المتربّصون بالنصر
2021-08-21
كمن ينتقد رائحة الشواء قبل نضوج اللحم يتحدث النصراويّون عن نصرهم. الواقع يتربّصون به. معظم من يُكثر الكلام دون رؤية وأُفق واسع هم مجرّد مغردون، ومعهم أشخاص يظهرون في الإعلام، وهم يركبون دومًا موجة الجماهير. كيف يتخلّص الأصفر من دائه الطويل؟
لا بدّ أولًا من التعريف بالمتربّص، وما هي أداوته وكيف نشأ. أعطت منصّة “تويتر” مساحة هائلة للتدوين وإبداء الرأي، وبسبب النشاط في المشاركة تكوّنت معرفة بالبعض لدى جمهور النصر، فتحقّق التأثير المتوهّم، وفي مرحلة معيّنة من التراجع والضعف والغموض المالي لجأت إدارات صفراء للمغردين بُغية تمرير الصفقات الفنيّة ذات التضخيم المشبوه. مع هكذا وضع، وفي التصدّي لحملات التضليل، شعُر المُغردّ بمكانة القوّة، التي تسمح له مع إدارات أخرى في فرض ما يريد وفي توجيه كل من وقع تحت تصديقه، إلاّ أن ذلك لم يحدث مع مجلس الإدارة الحالي بقيادة مسلّي آل معمر، الذي أغلق الباب في وجوههم، واعتمد معهم أسلوب عدم التزويد بأي شيء، فتكوّنت العداوة.
مباراة واحدة خسرها النصر في ثاني جولة من الدوري ذي الثلاثين جولة، وحدث الانقضاض. كانوا كمن يجلس على الناصية منتظرين التعثّر في المسير، حتى تبدأ حفلة التشفّي والرقص على الجراح، والتدخّل في طريقة المرور، وتقديم العلاج الوحيد، الذي بأيديهم لا بأيدي غيرهم. إنهم المرض الحقيقي، الذي يجب على النصر العلاج منه على نحو سريع.
إن الموهوم تأثيرًا مكشوف لدى الإدارة الواعية، وبقي الوعي لدى المتابع حتى تُقفل الطرق كُلّها أمام المُتربّص العامل ليل نهار على مصالحه الشخصية المرتبطة بأطراف خارج النادي، كوكلاء المدربين واللاعبين والمنتفخ وهمًا بقدرته على إحداث التغيير وانتهاج الضغط لتحقيق مآربه.
إن الموسم الحالي للعاصميّ الكبير لا يُشبهه أي موسم، وهو مُحاط بعمل إداري مكتمل من جميع النواحي المالية والفنيّة والتسويقية والقانونية، ولم يعد هناك مجال للعبث من الخارج، ولا مكان الآن لإعلاء الرغبة الشخصية على حساب المصلحة العُليا، وكل موهوم غريب سيصطدم بروح الجماعة، وسينكشف أكثر أمام الجماهير.
لقد أعطى النصر الكثير من الصغار فرصة الكِبر على حسابه، وحساب قيمه ومبادئه، والمنهج المُطبّق في هذه الفترة وضع الأصفر فوق كُل الألوان، وفوق الأهواء وأصحابها، ومن أراد الاستمرار في طريق الفوضى، فإن المانع لتقدّمه المُضرّ سيكون الذي يرى النصر ولا يرى غيره. إن الأصوات المرتفعة هذه الأيّام ما هي إلاّ أصوات ما قبل النهاية والتحلّل.. البقاء للنصر.