|


محمد الغامدي
الثالث في الطريق
2021-08-25
يبدو أن الصفر نسبة للتعاون والاتحاد، وقد يلحق بهما النصر، هما من قصا شريط إقالات المدربين في وقت مبكر، هؤلاء المدربين كانوا مع فرقهم في الموسم المنصرم، واستمروا بناء على قناعة إدارية من صنّاع القرار بقدراتهم، وإعلان استمرارهم ومشاورتهم في احتياجاتهم من اللاعبين، وإقامة معسكرات، وتأتي إقالتهم بعد جولتين، فهذا أمر يستحق التوقف والتأمل.
صحيح أن إقالة المدربين ليست خصوصية سعودية، ولكنها في الدوري السعودي تتسم بالتسرع، وتفتقد للرؤية الفنية، رغم مرور مدربين بارزين على مدار المواسم الماضية، لكنهم ما لبثوا أن غادروا لظروف أقل ما يُقال عنها إنها صادمة.
إقالة الأصفرين، الاتحاد والتعاون، لمدربيهما يدخل في الإطار ذاته، وإلا كيف يوقع الأول قبل أقل من ثلاثة أشهر تجديد عقده، ويطيح فيه لمجرد خسارة ضربات ترجيح، ومن ثم تأتي أعذار واهية لمسببات الإقالة، التي بالتأكيد لن تحصل لو كسب البطولة. وبالمثل يأتي التعاون الذي أصر على بقاء مدربه نهاية الموسم لإدراكه بجودته، ومن ثم ألغي عقده بعد جولتين، وهذا الأمر ليس بعيدًا عنه النصر، وهو الأقرب في إقالة مدربه، وهو ما يؤكد أننا أمام ردة فعل لا تمت للتقييم الفني بصلة.
لوم إدارات الأندية ليست في إقالة المدربين أو التعجيل في القرار، وقد تكون لحالات خطوة في الطريق، لكن الإشكالية تكمن في مبدأ استمراريته في الأساس، ودلالة ذلك أن هناك قناعة بجدوى بقائه، أما أن يأتي القرار القاصم والقاصر بعد مباراتين، فهو دليل خلل في الرؤية الفنية والإدارية، سيكبد النادي مبالغ إضافية من جراء الإلغاء والتعاقد الجديد، إضافة إلى تبعات أخرى في تكيف المدرب القادم، واحتمالية قناعته باللاعبين الأجانب من عدمه، ومن ثم مطالبته بتغيير أحدهم أو أكثر.
في الموسم المنصرم منعت كورونا وإجراءات منع السفر عددًا من الأندية من فك الارتباط بمدربيها حتى الجولة التاسعة، والبعض استعان بمدربي الفئات السنية، لعل وعسى، لكن الواقع أن الوضع الفني استمر كما هو عليه، في ظل وضع المدرب المتسبب الأول، وخروج اللاعبين بصكوك براءة من انخفاض المستوى، وتحمل الخسارة، فمثلًا في لقاء النصر والفيصلي، ورغم تحمل المدرب مانو جزءًا منها، والتحكيم جزءًا أكبر، إلا أن اللاعبين كانوا كالعادة خارج المساءلة والمحاسبة، رغم أنهم السبب الأول، وهكذا تم في السابق مع فيتوريا وهولفارت، وحاليًا مع مانو، ولن يكون القادم ببعيد عن هؤلاء حتى لو حضر من تتغنى به الجماهير حاليًا، وتطالب فيه.