|


عبدالرحمن الجماز
القناة الرياضية.. آخر الطابور
2021-08-26
نالت البعثة السعودية المشاركة في الألعاب الأولمبية، التي اختتمت مؤخراً في طوكيو، نقدًا في محله وغير محله، وهذا ليس موضوعنا “اليوم”، ونسي الجميع “الفشيلة”، التي كانت عليها القناة الرياضية السعودية، التي عمدت إلى سياسة “اعمل نفسك ميت”، بعد أن عاشت أهم أيام العالم الرياضية، وفي مناسبته الأضخم، في غيبوبة لم تحدث في تاريخ الإعلام، وبدت وكأنها خارج الخدمة.
صحيح أنها لا تملك حقوق النقل، لكن ذلك لم يمنع غيرها من القنوات العربية، وغيرها، من المتابعات الإخبارية والملخصات والتقارير واللقاءات والتحليلات الفنية. بل ووصل الأمر إلى أن تخلت عن مرافقة البعثة، وهي بذلك تخلت عن الدعم والتحفيز ونقل أخبارها، ناهيك عن تفسير مشاركة رياضييها ومسؤوليها، ومراقبة مستوياتهم ونتائجهم، لتفتح الباب واسعًا للتكهنات والشائعات والتبريرات والإساءات، فهل كان ذلك متعمدًا بمنعها، أم عدم امتلاك مسؤوليها، وعلى رأسهم هيئة الإذاعة والتلفزيون، الحس الإعلامي والغيرة على سمعة القناة، أم أنها ستترك ذلك فيما بعد لنقادها في البرامج، إن كان بعد سيكون لها برامج بعد خسارتها لحقوق نقل الدوري، ليتفننوا في التنظير والانتقاد بأثر رجعي، وبعد أن طارت الطيور بميدالياتها؟
ورغم أن التوقعات كانت تذهب، على الأرجح، إلى أن القناة الرياضية السعودية ستنفض الغبار عن نفسها، وتتعافى من حالة الوهن، إلا أن ذلك لم يحدث مع الأسف، وظلت القناة في حالة بيات مستمر لا يُعرف سبب واحد له.
الغريب، أنه وبعد أن فقدت حقوق النقل التلفزيوني لمصلحة شقيقتها “SSC”، لم يحرك ذلك القائمين على شؤونها لبذل قليل من الجهد، لضخ الحياة في شرايينها اليابسة، بل ظلت على حالة السبات والخمول ذاته، رافعة راية الاستسلام.
أسئلة كثيرة يطرحها المشاهدون، وهل فقدان الحقوق الحصرية لدوري كأس محمد بن سلمان السعودي، هو إعلان رسمي لوفاة القناة الرياضية السعودية، التي لم يعد يشاهد فيها سوى اجترار وإعادات مملة لمنافسات انتهت من سنة.
شخصيًا، أصبحت في شك كون القناة الرياضية السعودية تابعة لمنظمومة هيئة الإذاعة والتلفزيون، لمعرفتي وثقتي في مهنية الزميل محمد الحارثي، الذي أعتقد أنه لا يرضى بما وصل إليه حال قناة الوطن، وهي التسمية، التي يتفاخر بها منسوبو القناة. وهل ماتت القناة الرياضية للأبد.. أم أن هناك تحركات لإعادتها للواجهة من جديد؟
لننتظر ما سيفعله الحارثي ورفقائه في المستقبل، بدلًا من تركها في آخر الطابور.