|


محمد المسحل
عبدالله العذل
2021-08-28
انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أيام، الأستاذ عبد الله العذل، أحد أهم القياديين التي عرفتهم الرياضة السعودية خلال فترات رئاسة الأمير فيصل بن فهد “رحمه الله” والأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل بن فهد حفظهما الله.
عرفته بذلك القيادي الثقيل والرصين منذ مدة طويلة على المستوى الشخصي، عن طريق أخي الأستاذ عبد الله الدبل “رحمه الله”، وكان أحد ذراعيّ العمل التنفيذي والقيادي للأمير الراحل فيصل بن فهد، حيث كانت الذراع الأخرى ممثلة في الأستاذ عبد الله الدبل “رحمهم الله جميعًا”. لكني لم أعرفه على المستوى المهني فعليًا، إلا عندما بدأت في العمل في المنظومة الرياضية في فترة الأمير نواف بن فيصل، سواءً خلال عضويتي في اتحاد القدم ورئاستي لإدارة شؤون المنتخبات السعودية، وخلال عملي أمينًا عامًا للجنة الأولمبية السعودية.
كان عبد الله العذل دائمًا هو المحطة التي أتوقف عندها لحل الإشكالات الكبرى، والتي تتحول على مكتبه بسهولة، إلى مواضيع عادية، تنتهي بشيء من التفكير الهادئ، وبإجراء بعض الاتصالات إلى مجرد أمور عابرة. كان له رحمه الله حضورًا طاغيًا ومميزًا، ليس في كواليس المؤسسة الرياضية فحسب، ولكن في جميع الجهات التي تتداخل مع عملنا آنذاك، بل وحتى في المجالس التي تجمعنا أحيانًا خارج العمل. كنت ألجأ له بعد الله لحل بعض الإشكالات التي تكون أحيانًا خارج نطاق تخصصه، بل وفي ملفات لا يمكن أن يبت بها إلا سمو الرئيس العام، ومع ذلك، يعرف كيف يجد لها الحلول، ويقنع بها سمو الرئيس خلال دقائق وبالكثير ساعات.
تلك الثقة التي يكتسبها أمثال عبد الله العذل، لا تأتي من فراغ، بل تأتي من خلال تجارب كثيرة وتحديات كبيرة مرّوا بها خلال مسيرتهم، وتجاوزوها بنجاح وبقدرة فائقة، تجعل منهم جبال قيادية لا بد من اللجوء إليها بعد الله، لتستمر المسيرة الرياضية بالتقدم والإنجاز.
عبد الله العذل كان من أولئك الذين إذا تحدثوا في مجلس أو في اجتماع، يصغي لهم الجميع بإنصات عجيب، حيث لا تود أن يتوقف عن الكلام. ومثله كان عبد الله الدبل وعثمان السعد رحمهما الله، ود. صالح بن ناصر والأساتذة الأجلاء سعود العبد العزيز وسعيد جمعان ومنصور الخضيري وخالد الحسين وفيصل النصار، وغيرهم من جيل الأساتذة الكبار الذين لهم الكثير من الفضل عليّ.
رحم الله أستاذي الكبير عبد الله العذل وأسكنه فسيح جناته وعظم أجر ذويه وجميع محبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إلى اللقاء في الأحد القادم بإذن الله.