|


عبدالرحمن الجماز
«ما صديقنا إلا أنا»
2021-09-02
هل وصلت التوأمة الاتحادية ـ النصراوية تاريخيًا إلى حد القطيعة في الوقت الراهن؟
ومن المتسبب في الوصول إلى هذه المرحلة المؤسفة في علاقة الناديين، التي شهدت ترهلًا في السنوات القليلة الماضية، ولكنها بالتأكيد لم تكن بمثل ما هو عليه الحال اليوم، وما شهدته من توترات قوية في الموسم الماضي، أو حتى اللحظات، التي سبقت التوقيع مع محترف الوحدة أنسيلمو دي مورايس، الذي وقع للنصر، بعد أن تغيرت وجهته من الاتحاد للنصر، بطريقة رفضها واستنكرها الاتحاديون، معتبرين ذلك تعديًا صارخًا عليهم من قبل الشقيق الأصغر “النصر”.
والواقع أن جملة من الأحداث سبقت توقيع أنسيلمو، وساهمت في تصدع العلاقة وتوترها في أحيان كثيرة، وإن كانت محصورة آنذاك في تجاذبات إعلامية في المعسكرين، دون أن تتعداها إلى جماهير الفريقين، وهو ما اعتبره البعض بمثابة المسمار، الذي دُق في نعش العلاقة التاريخية بينهما.
ونشرت “الرياضية” “وهي صحيفة تحظى بالمصداقية” في الساعات الأخيرة، التي سبقت توقيع النصر مع المحترف البرازيلي، خبرًا يكشف اتصالات جرت بين رئيسي النصر والاتحاد، حيث أورد الخبر: “‏كشفت مصادر موثوقة عن اتصال جمع مسلي آل معمر رئيس النصر، وأنمار الحائلي رئيس الاتحاد، والذي اقترح فيه الأول أن ينسحب الناديان من الصفقة بسبب تلاعب وكيل أنسيلمو، مؤكدًا أن اسم وقيمة الناديين أكبر مما يحاول فعله الوكيل”.
ورغم ما جاء في الخبر، الذي اقترح فيه رئيس النصر مسلي آل معمر على رئيس الاتحاد أنمار الحائلي الانسحاب من الصفقة، كعقاب لوكيل أعمال أنسيلمو، الذي كان يلعب على الحبلين، وتقديرًا لقيمة الناديين، إلا أن شيئًا من هذا لم يحدث، بل على العكس تمامًا، وقع النصر مع اللاعب في اللحظات الأخيرة بشكل أظهرهم أمام الشارع الرياضي وكأنهم تنكروا لاقتراحاتهم ووعودهم، التي قطعوها للاتحاديين.
وهو ما جعل الاتحاديين إعلامًا وجمهورًا يقطعون شعرة معاوية في العلاقة، التي تربطهم بالنصراويين، متهمين إياهم بالتنكر للتاريخ والعلاقة السابقة، بل وحتى بجحود ونسف مراحل زمنية كانت فيها الأيادي الاتحادية ممدودة على الآخر لمد العون للنصراويين في أيام العسرة، وهذه مسجلة وموثقة باعترافات النصراويين أنفسهم، ولا مجال لإنكارها أو التنصل منها.
غالبية الاتحاديين بعد أن أفاقوا من الصدمة وقرؤوا المشهد على حقيقته بلا تزييف اكتشفوا أخيرًا مدى الخدعة، التي عاشوها منذ زمن، وأن حبيبهم “اللزم” بات يطبق مقولة رئيسة السابق الأمير فيصل بن تركي: “ما صديقنا إلا أنا”.