|


مساعد العبدلي
الجماهير نعمة أم نقمة؟
2021-09-04
هناك من يصف جماهير كرة القدم بأنها اللاعب رقم 12، بينما هناك من يقدرها بشكل أكبر ويصفها باللاعب رقم 1، وهو وصف يليق بالجماهير “الفاعلة”، التي تقوم “بالفعل” بدعم فرقها.
ـ الجماهير “الفاعلة” هي التي تبث الحماس في لاعبي فريقها، وتحفزهم للظهور المشرف، وتقديم أجمل المستويات، وتحقيق أفضل النتائج، وهنا تكون الجماهير هي بالفعل اللاعب رقم 1.. هذه الجماهير تستحق أن نصفها بأنها “نعمة”.
ـ هناك جماهير لا تستحق أن نصفها “بأنصار” الفريق، لأنها تكون “نقمة” على الفريق والنادي، لأنها “تضغط” على اللاعبين وربما “تسيئ” لهم، بل قد يصدر عنها تصرفات “تضر” بالفريق وبالنادي.
ـ كرة القدم دون جماهير كالطعام دون ملح.... لا طعم لها، وكلنا شعرنا بذلك خلال جائحة كورونا، حيث افتقدت الملاعب “لملحها”، لكن ما يشوه جمال كرة القدم وحضور الجماهير هو ما يحدث من تصرفات “من بعض الجماهير” لا تمت لكرة القدم ولا بالتنافس بصلة، بل هي “أي التصرفات” أشبه بخدش في جمال مشهد.
ـ لا أملك رقمًا دقيقًا، لكنني أعلم أن لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم “جنت” خلال السنوات الخمس الأخيرة ملايين الريالات جراء خروج “بعض” الجماهير عن الروح الرياضية من خلال “رمي” ما أبيديهم وربما ما بأرجلهم! في مشهد لا يمثل الروح الرياضية!
ـ يتصرف هكذا 5 أو 10 من جماهير النادي “وربما مندسون على النادي” بسبب خطأ لاعب أو مدرب أو حكم، ومن يدفع “الثمن والعقوبة” هو النادي! ثم تأتي الجماهير لتلوم الإدارة إذا لم تنجح في استخراج شهادة الكفاءة المالية، مع أن “أحد أسباب الصرف المالي غير المبرر” هو التصرف “غير الحضاري” من الجماهير!
ـ في أوروبا تغضب الجماهير وتعبر عن غضبها برفع “مناديل” بيضاء، وذلك لسببين، أولهما “الوعي”، وثانيهما، وهو الأهم، “عقوبة الردع الشخصي” لمن يخرج عن السلوك الرياضي.
ـ لا يمكن أن “تستمر” لجنة الانضباط في “جباية” الأموال، وتحميل خزائن الأندية لتصرفات ليس لها دور فيها، ويجب على لجنة الانضباط أن تبحث عن حلول “لضبط” تصرفات الجماهير، حتى لو تم هذا بالتعاون مع الجهات الأمنية من خلال “معاقبة” الخارجين عن الروح الرياضية، وحتى لو وصل الأمر “للتشهير” بهم.
ـ نريد جماهير “نعمة” وليسوا “نقمة”.. يحفزون اللاعبين ويؤازرونهم ولا يكلفون خزائن الأندية مبالغ “بالإمكان تلافيها”.
ـ لجنة الانضباط يجب أن تكثف اجتماعاتها مع الأندية والجهات الأمنية للوصول لحل يحفظ للدوري السعودي جماله.