|


تركي السهلي
ابن نافل الغريب
2021-09-13
حينما اهتزّت نتائج الهلال الموسم الماضي، وبدت الأمور وكأنها تسير نحو خسارة الأزرق للدوري، ذهب الرفض باتّجاه الرئيس فهد بن نافل، وفيما لو خرج “العريجاوي” من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري الحالية، ستتجه الألسن الغاضبة صوب الرجل الذي تحقّقت في عهده البطولة العصيّة مع المحليّة مرتين.
لماذا يرفض الهلاليّون رئيسهم الشاب المُهذّب؟ في تحليلٍ للمسألة، يبدو أن ابن نافل غير مأخوذ على أنّه من التركيبة الزرقاء ولا من عمقها المتجذّر ولا من الصورة الظاهرة التي لطالما كانت جزءًا من الإطار الكامل، ولا هو ـ وفق ما يبدو ـ حصل على الاعتراف بشخصه ومقدرته من الأنصار الزرق، لأسباب ربما لم تظهر إلى العلن بعد، وفي كُل الظروف والمعطيات يتم التناول معه باطنيًا على أساس أنه من “الغرباء” عن البيت الكبير، وفي الظاهر لا أكثر من المضض والقبول به لدحرجة الكُرة، لا لزرق الرماح وبناء الشخصية ومناداة الاعتزاز ورسمه محوراً للافتخار. قسوة كبيرة تنطلق نحو الخلوق جدًا فهد بن نافل من الجماعة الزُرق وإقصاء منهم تجاهه لا يليق ولا ينبغي.
وفي الوضع، يتعامل الرئيس مع كل هلالي بخجل أكثر من اللازم وكأنه يعلن القبول بحالة التنافر الواضحة دون أن يزيلها بمواقف أصلب وعود أشدّ.
كيف لنا أن نساعد الرجل الذي أصبح أزرقًا بحكم القانون والأنظمة وأصوات الوليد بن طلال؟
في رأيي، أن يقسو “فهد” على هلالهم أكثر وأن يشُعِرهم بأن لا أحد فوق إدارته وأن يتصرّف بطريقة لا تسمح لهم بالفصل بينه وبين ميولهم القديمة وألاّ يجعل أي واحد منهم صاحب حق في التفريق بينه وبين كل أزرق لا يؤمن بتعامل الأضداد ولا بتنافر الأقطاب.
طيب، هل يستطيع ابن نافل فعل هذا؟ نعم هو على مقدرة متى ما فكّر بأن الحماية له تأتي من مركزه لا من لونهم، وأن تحرّكه الخاص أكبر بكثير من خرائطهم التي حدّدوها له ولهلالهم، وأن المساحة تسع الجميع، وأن الطيف الواحد آفة الهلال الكُبرى.
لقد ارتبك الهلال كثيرًا بسبب اختطافه من مجموعة ترى فيه الامتداد الشرعي لها، وأنه الحكر الذي لا سماح مع تأطيرهم بمنحه للآخرين. مرضٌ أزرق مزمن وتشتّت لا نهائي وإخفاء للقيمة الحقيقية للقاطن إلى القرب من شارع “الأبراج” غرب العاصمة. رمزية تداخلية لحق أذاها القادمين من الأرض المرتفعين بوضوحهم نحو الشمس.. طالت.. والأزرق أزرق.