|


عبد العزيز الزامل
فلسفة الذكاء الصناعي في «الرجل الحر»
2021-09-14
في الفترة القصيرة الماضية لتجاربي مع السينما أستطيع القول إنني كنت موفقًا في أكثر من عمل حاز إعجابي حقيقية، فما بعد الآسيوي الأول لمارفل وجدت الرجل الحر يطرح فلسفة الإرادة والذكاء الصناعي بقالب سهل وممتع.
صحيح أن هذه السنة قد لا تكون ممتازة من حيث غالبية أعمالها، لكنها بكل تأكيد أفضل من سنة الجائحة، تلك التي لم نشاهد فيها سوى فيلم الرعب الطويل والذي يوشك على النهاية ولله الحمد. بالتالي فإننا نطمح ولا زلنا على أمل أن نصل لنهاية ذلك النفق المظلم في نهاية المطاف.
“الرجل الحر أو Free Guy” الفيلم الذي يأتي بإخراج شون ليفي وتأليف مات ليبرمان، ويقوم بدور البطولة فيه أحد الممثلين الرائعين في مجال الكوميديا الممزوجة بالأكشن الممثلة “رايان رينولدز” يشارك رايان في بطولة هذا الفيلم كل من جودي كومر، تايكا وإيتيتي وجو كيري.
أما عن القصة فيدور الفيلم حول شاب اسمه “جاي” هذا الشاب يعيش في حياته الروتينية والمعتادة، حيث يستيقظ كل صباح مرتديًا نفس الملابس ونفس الألوان، متناولًا نفس القهوة في ذات المحل ومتجهًا بعد ذلك للعمل في البنك، في كل مرة يقع في موقف لتعرض البنك للسرقة، وفي كل مرة يكون بمنتهى البرود ليجعل السارقين يحصلون على ما يريدون بدلًا من قتله أو التعرض له بالأذى.
وفي يوم من الأيام وبينما يتكرر الروتين، يحصل له حدث مختلف، حدث مفاجئ يجعله يتوصل لاستنتاج أن ما يعرفه كواقع ما هو إلا وهم يعيش فيه. وأن واقعه هو عبارة عن لعبة يدخل فيها عالم البشر ويقضون وقتًا ممتعًا معه وغيره من بقية الشخصيات.
هذا الفيلم جميل في قوالبه الرئيسة والتي تتمحور حول الكوميديا في الحدث والكوميديا في الحديث، بالإضافة إلى الخيال العلمي المليء بمشاهد الأكشن الممتعة، ولكن الأمر لا يتوقف هنا، حيث إنه يطرح موضوعًا شيقًا ومثيرًا للتساؤلات وبالتالي كانت له نظرته الفلسفية الخاصة.
ما بين التساؤلات الشخصية في حقوقه بالحياة وما يحق له أن يشعر فيه من عدمه، أو حقيقة واقعه وهل هو مخلوق ليطيع ويخدم؟ أم له الحق في القرار؟ هل طبيعته تكون في المسير أو المخير؟ تساؤلات يطرحها المشاهد في حين متابعته لهذا العمل.
وبعيدًا عن كل هذه التساؤلات يستمر الفيلم بطريقة ممتعة في سحب المشاهد للمتعة ذاتها في قالبه الرئيسي وينتهي بطريقة فريدة ومرضية لغالبية الجماهير والنقاد. أما الرجل الحر فقط امتلك القرار في عنوانه.