|


فهد الروقي
«شيء من كبير القارة»
2021-09-14
ذهب الهلال إلى منطقة زعبيل في مدينة دبي، وهو غير مكتمل، لظروف غيابات قسرية، وبمدرب جديد، ولاعبين جدد، لم يتأقلم اللاعبون معه، ومع رفاقهم بعد، وما زالوا في طور البحث أكثر عن الانسجام.
ذهب، وهو يعلم جيدًا أنه سيقابل فريقًا مرشحًا للبطولة، وصاحب إرث كبير فيها، ويملك مفاتيح أسرارها، ومتعود على أجوائها، بعد أن دعم صفوفه بلاعبين مميزين، يملكون صفة الدولية، تعويضًا عمن فقدهم، وعسكر في “دار الحيّ” لمدة أسبوع، وكان يعد العدة للانتقام من كبير القارة.
ذهب الزعيم، وهو يعلم يقينًا بأن نجومه الثلاث، في دوري الأبطال، تحققت بوجود “استقلال طهران”، ففي الأولى هزمه في النهائي، وفي الثانية من نصف النهائي، وفي الثالثة في دور المجموعات.
في ظل أجواء رطوبة خانقة، وبعد شوط هلالي أول، كان فيه الاستحواذ سلبيًا، عدا من كرة “فروقات فنية”، تمت بين الثلاثي، سلمان عميقة للمتمركز بين الخطوط “بيريرا”، الذي استحوذ وتجاوز ومرر بينية لجوميز المتوثب، والذي سجل هدفًا جميلًا أراح الأعصاب قليلًا، وجعل الفريق يدخل غرفة الملابس بتكتيك مختلف.
في الشوط الثاني، بدأ الهلال بتركيز أكبر، وبثقة أعلى، ووجد لاعبوه مساحات وصلوا منها وبها إلى مرمى المنافس، وسجل سالم كعادته في المناسبات الكبيرة، مستغلًا تمريرة الشيخ موسى، الذي أظهر شيئًا من “ماريجا”، الذي نعرفه في البطولات الأوروبية الكبرى.
هي مباراة فكّ ارتباط، وبطاقة تأهل، نجح الهلال في الأهم، ولكنه لم يرضِ عشاقه، ولم يقدم المستوى المأمول، وساهمت ثنائية سلمان وناصر، غير الموفقة مع ضعف مردودهم، في وصول خمس كرات خطيرة، أبدع نجم المباراة المعيوف في صدّها، وخرج بفريقه إلى بر الأمان.
في موقعة “زعبيل” ظهر بعض من الهلال، ولم يكتمل بدرًا، وساهم اللاعبون الكبار، ممن يعوّل عليهم الفريق، بإحداث الفارق الفني “بيريرا وجوميز في الهدف الأول”، و”موسى وسالم في الثاني”، ومن خلفهم حامي العرين “المعيوف” في حفظ التوازن.
الهلال يا سادة يحتاج مع “جارديم” إلى الوقت، فهو كفيل بإظهار ما لديه بعد أن تنسجم المجموعة، وتكتمل الصفوف.
اختصارًا للأمر في البطولات الكبرى، الفرق الكبيرة تظهر شيئًا من ثقافتها، وتستطيع المضي قدمًا، حتى وإن لم تكن بكامل جاهزيتها وعنفوانها.

الهاء الرابعة
‏يا رب إن عظمتْ ذنوبي كثرةً
‏فلقد علمتُ بأن عَفْوكَ أعظمُ
‏إن كـان لا يـرجـوك إلاَّ مُـؤمـنٌ
‏فبمن يلـوذُ ويستجـيرُ المجـرمُ.