|


سعد المهدي
هل الدوري المحلي أقوى من دوري الأبطال؟
2021-09-15
الفارق في مواجهات دوري الأبطال في كل القارات عن الدوريات المحلية نوعي لا يدخل في أيهما أقوى أو أضعف، لكن الحصول على اللقب القاري أهم وأثقل وزنًا في السجل التاريخي للنادي، وأبقى في الذاكرة.
أحيانًا تلعب في دوري الأبطال مع منافسين أقل مستوى وقيمة فنية ممن تلتقيهم في جولات الدوري المحلي، وتتجاوزهم بصعوبة بالغة أو تسقط أمامهم، وقد تلتقي مع من يماثلونك في القوة والإمكانات لتصبح نتيجة المباراة معلقة حتى صافرة النهاية، مثلها مثل مباريات الدوري المحلي عندما تواجه المنافسين المباشرين.
نادرًا ما تلعب الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا أمام أندية تتفوق عليها، بل إن الأهلي لعب أول نهائي تصل إليه هذه الأندية 1985م، والهلال حصل على اللقب 1991م، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، حصلت أندية القادسية والنصر والشباب والاتحاد والهلال على ألقاب مسابقات الاتحاد الآسيوي، كأس أبطال الدوري والكؤوس والسوبر مع مرور خمسة أعوام على انطلاقتها.
التعاون والفتح والاتفاق والفيصلي وهم من أندية وسط الدوري خلال هذا العقد، يمكن لهم إحراز نتائج جيدة في دوري الأبطال، ولو قيض لأحدهم المشاركة أكثر من مرة لربما حصل على اللقب، الأندية السعودية متميزة فنيًّا وعناصريًّا وفي حالة تيقظ دائم، والاهتمام والدعم المتزايد للأندية السعودية عزز من استمرارية تواجدها عنصرًا ثابتًا في المنافسة، طوال العقود الثلاثة الماضية.
ما يجعل دوري الأبطال في العالم مختلفًا في حالته التنافسية، أن مواجهاته لا تعتمد على الاعتياد الذي يعيشه النادي في الدوري المحلي، مثل المعرفة الدقيقة بالمنافس والتطابق التام في متطلبات المباراة من تحضير وتنقل وأجواء ومناخ وملاعب، حيث يغيب تمامًا عند السفر من بلد آخر، من شأن هذا أن يحدث فصلاً في الذهنية ويؤثر على الاستقرار النفسي، بما ينعكس في الغالب سلبًا على أداء الدور بالشكل المطلوب.
أندية وسط في أوروبا أحيانًا وفي إفريقيا وآسيا كثيرًا قدمت مستويات وحصلت على نتائج لم تتحصل على ما يقابلها وزنًا في مشاركاتهم المحلية، وأندية في هذه القارات لا تفارق المنصات إلا أن سجلها في دوري الأبطال لا يليق بسمعتها، ربما أن القصة تتعلق بنظام ومواعيد هذه البطولات الأشبه بمسابقات الكؤوس، حيث تلعب بمباريات أقل بكثير من أن يستطيع معها الأقوى أن يصحح ويعود، ويفرض بالفارق الفني والعناصري والتاريخي نفسه على غيره، أقول ربما.