|


تركي السهلي
جارديم اليتيم
2021-09-18
بدون لويس كامبوس يبدو ليوناردو جارديم يتيمًا. ويُتم مدرّب الهلال يعود إلى أن السيّد كامبوس كان خلف النجاحات الكُبرى في موناكو على صعيد اكتشاف المواهب واستقطاب النجوم الكبار أو تحويله إلى واحد من أغنى الأندية اقتصاديًا على مستوى العالم. كيف ستمضي الأمور على البرتغالي في “العريجاء” بدون العبقري المُدير المُتخصّص في تحليل الأداء بالطرق التقنيّة والمفاوض الكبير والناجح في وضع الصغار عند عتبات النجوميّة؟
الصعوبة واضحة الآن مع جارديم وعمله مع الأزرق والهلاليّون أنفسهم يداولون الأمر بالنظر إلى طريقة ليوناردو الفنيّة وخططه مع المجموعة الزرقاء. وبالتدقيق قليلًا في تصريح فهد المفرّج المدير الإداري لكرة القدم في الهلال عقب مباراة الاستقلال الإيراني قبل أيّام في دبي نلحظ وعلى نحوٍ جلي أن الهلاليين يشعرون بالحرج من جماهيرهم ومن الوسط بأكمله نظير الاستمرار مع مُدرب يبدو تقليديًا دون عقله المُدبّر.
ولويس كامبوس بدأ مُدرّبًا فاشلًا في البرتغال لكنّه كان يعرف كيف تتم المسائل في كُرة القدم ثم تحوّل إلى مدير فنّي وإداري يمزج النمط القديم في التدريب بالرصد والتحليل والإحصاء وأسّس منصّته الرقمية الخاصّة بذلك وانطلق ليكون صديقًا للمدربين كمورينهو وغيره وبدأت الأموال المستثمرة في أندية أوروبّا تضعه على أولوّية خططها مثل المال الروسي في فرنسا والآن يتحفّز إلى مشروع عملاق مع ريال مدريد لتخليص النادي الإسباني من الوهن والعشوائية في الاستثمار وجذب المواهب. بلا حلول وبلا مُخطِّط إلى جانبه جارديم الأزرق وورطة كبيرة يدور فيها الهلال. ربما يكتشف الزُرق أمر جارديم لكنّ الوقت سيكون قد فات على كثير من الخطوات للتقدّم.
وفيما لو طرُحت الحلول على المجلس الأزرق في هذه المرحلة فإن الوضع مُربك له بالدرجة الأولى وللسيّد البرتغالي الصارم في الوفاء لمدرسته التقليدية. لكنّنا نقول للجماعة الزرقاء إن بقاء العمل بلا برنامج تقني مُساعد لليوناردو فإن الرحلة لن تمضي إلى نهاية سعيدة. وحتى لو تمّت الاستعانة بمنصّة بيانات فإن الإجراء يتطلب شخصًا بمقدرة وفهم لويس كامبوس.
لقد تسرّع المُسيّر الهلالي بالتعاقد مع البرتغالي العتيق دون أن يفحص تجربته ويُدقّق فيها بشكل لا يسمح بوجود ثغرات أداء. والحقيقة أن “العريجاوي” لم يكن بحاجة إلى التسرّع لكنّ الضغط كان هائلًا من الجماهير الزرقاء وهو تصرّف تتحمّله الإدارة الهلالية وحدها ولن ينفع أي تبرير مُقبل. إن قصص المدرّبين مع الأندية السعودية طويلة ومع الهلال أكثر تعقيدًا خلاف ما يُروّج.