|


طلال الحمود
الشاشة الفضية
2021-09-18
من الذكريات السيئة لعشاق كرة القدم السعودية، انقطاع البث التلفزيوني وتغيير القناة أثناء المباريات أكثر من مرة بداعي التوقف للتنويه عن موعد الصلاة في الرياض، ثم قطع البث لنقل الصلوات من الحرم المكي، قبل أن ينتهي البث المباشر مع انتصاف الشوط الثاني بعبارة “نعرض لكم تسجيلًا لما تبقى من أحداث المباراة عقب نشرة الأخبار”.
وغالبًا ما تزدحم النشرة بتغطية الاستقبالات الرسمية ويطول زمنها مع حرص محرر الأخبار على تعداد أسماء المودعين للمسؤول والمغادرين برفقته في الزيارة الخارجية، وبعد وصول الطائرة إلى وجهتها يقوم المحرر مجددًا بتلاوة أسماء المرافقين الذين وصلوا في معية المسؤول، علمًا أن احتمالات سقوط أحد المرافقين من نافذة الطائرة تبدو مستحيلة.
وفي أحيان تمتد التغطية الإخبارية إلى موعد انتهاء البث الرسمي للتليفزيون وانصراف الموظفين قبلها بنصف ساعة، مع التنويه إلى عرض تسجيل لما تبقى من المباراة بعد فقرة الرسوم المتحركة في اليوم التالي، ومع افتتاح القناة الثانية تحولت إلى ملاذ يمكن من خلاله مشاهدة المباريات عند قطع البث على القناة الأولى، غير أن إرسال القناة الناطقة باللغة الإنجليزية منذ تدشينها وحتى تاريخ إغلاقها، لم يكن يصل في أفضل حالاته إلى نصف مناطق السعودية.
وعلى الرغم من تعدد وسائل البث وتنوعها، إلا أن معاناة المشاهدين ما زالت مستمرة من خلال الارتباك الواضح في طريقة توزيع البث وعدم الجهوزية التقنية لتوفير خدمة المشاهدة لمتابعي البطولة الأقوى في الشرق الأوسط، غير أن الجديد هذه المرة ظهور ابتكارات واجتهادات لا تدعو إلى التفاؤل، لاعتبار أن الأخطاء السابقة كانت تتعلق بالجانب التقني، قبل أن تمتد هذه المرة إلى انعدام الرؤية وافتقاد القدرة على التعامل مع المنتج في التسويق والعرض بما يكفل تحقيق الهدف من الاستعانة بالشركات وافتتاح القنوات.
لم تتمكن القناة الناقلة حتى الآن من توفير الحد الأدنى من الخدمة لمشاهدي الدوري السعودي، بعدما ظهرت بلا مضمون يمكن أن يجذب المشاهد بالمجان بعيدًا عن التفكير بتشفير المباريات والسعي لجني ملايين الريالات في الداخل والخارج، ولعل التفكير الدائم بإسناد مهمة التشغيل والتطوير إلى الشخصيات نفسها اعتمادًا على الطريقة ذاتها، أكبر دليل على أن الأمور تسير بطريقة خاطئة يصعب معها التفاؤل بالتغيير والوصول إلى مستوى يوازي القيمة السوقية والشعبية الجارفة لكرة القدم السعودية.