|


عبد العزيز الزامل
فيلم لا تتنفس الثاني.. «خانق»
2021-09-21
غالبًا البدايات أعظم، في كل سنن الحياة هذا الأمر هو الغالب، بداية علاقة حب، بداية صداقة، بداية تعرف على شخصيات فيلم أو مسلسل.. الأمور كلها تكمن في البدايات، والتحدي في الاستكمال على ذات المستوى صعب.
فيلم لا تتنفس يؤكد لي هو الآخر أن البدايات أعظم.. بالجزء الأول الصادر في عام 2016 تعرفنا على شخصية رجل أعمى قليل الكلام قوي الأفعال، تحيط به هالة من الرعب والتساؤل حول الشخصية ذاتها، وماضيها وما سيكون حاضرها في دقائق الفيلم المثيرة والتي تستمر بمستوى تصاعدي جميل حسب ذكرياتي معه.
الجزء الأول تحدث عن مجموعة من اللصوص أو سارقي البيوت، هذه المجموعة تقرر بعد مراقبة عن كثب أن هناك رجلًا كهلًا، أعمى، لا يزوره أحد وروتينه ثابت.. هذا الرجل عبارة عن صيد سهل وكريمة زائدة تضاف على سلسلة حافلة من السرقات الماضية التي كانت أصعب.
تقرر المجموعة في الجزء الأول أن تدخل بيت هذا الرجل وهو بداخله، لما لا وهو أعمى وكبير بالعمر.. لا مشكلة، المهم ألا يبلغ الشرطة أو أي أحد آخر والأمور ستكون سهلة.
لكن الواقع مختلف، الرجال دخلوا لنهايتهم.. حيث يبدأ الفيلم ببث روح الإثارة والرعب لدى الجماعة والمتابعين على خطٍ واحد.. وانتهى الأول بإعجاب جماهيري ونقدي على ذات الرأي.
أما الثاني، فتكررت الأمور باختلافات جانبية، بيت جديد، سرقة جديدة، ولكن هذه المرة سرقة بشرية ليست بمنطقية، التكرار هنا والمبالغة صنعت الاستنفار، كيف لرجل أعمى أن يتحرك بالشوارع كالرجل المبصر، وكيف له أن يتجول في بيت غير بيته وهو لا يعرف تفاصيله، ناهيك عن كونه يقاتل فيه.
كذلك الفيلم قدم عددًا من الشخصيات الثانوية السيئة، والكثير من المحادثات الباهتة لذلك الأعمى، هذه المحادثات محت الهيبة في الجزء الأول، وطفلة صغيرة تقدم على أنها بطلة في أول الفيلم، وتُبعد جانبًا في نهايته.
التجربة لم تكن ذات التجربة، والأعمى لم يكن نفس الأعمى، والنصيحة بالنهاية تقول “تابع الجزء الأول وانس أن هناك جزءًا ثانيًا”.. لا تتنفس كان خانقًا للمشاهد، وتحدي البدايات أخفق فيه، النهاية المفتوحة بالجزء الثاني تلمح لثالث.. ولا أتمنى ذلك.