|


محمد البكيري
مشكلة ولد المدير
2021-09-21
في المدرسة، في العمل، في الشارع، حتى بين أقاربه، يبغاك تعامله على أنه ولد المدير!
إن شاف أي مخالفة أو تجاوز، أو تعطيل أمر نظامي، انتقدها، وطالب بتصحيحها، وفي أسوأ الاحتمالات “يدفك” بشكوى سرية، تنكبك، والشكوى لله، عاد إيش تسوي ولد المدير، مُصدّق.
المضحك.. لو كان هو من خالف أو تجاوز أو عطل أمرًا نظاميًا، يبغاك تعامله على أنه ولد المدير!؟ انطم ولا كلمة!
أما المبكي.. لو تذمرت من تصرفات ولد المدير ينشب بحلقك اللي تعرفه واللي ما تعرفه.
عاد لو تهورت واشتكيت ولد المدير. تحمل ما يجيك!
لكن مشكلة “أولاد” المدير
ـ أوووه لحظة!: كان ولد، صار عنده أولاد؟
ـ أيه، أبشرك، أخوه الثاني كبر، وصار الاثنين وجهان لغطرسة واحدة.. والباقين من إخوانهم، يمكن عددهم بين “14 أو 15”. مهما كبروا. يظلون في نظر الجميع. اسمهم إخوان ولد المدير وبس. المهم ما علينا.
مشكلة ولد المدير الأول. أنه تمتع في دلال “أبوه المدير”. وغرف سنوات من عزه وهيبته. حتى تقلب في النعّم. طلبها أو لم يطلبها. وعاش ولد عز. حتى على حساب كل أخوانه!
ـ وقف هنا. حتى على حساب الولد الثاني؟
ـ أيه. بس مشكلة الولد الثاني مشكلتين.
ـ كمان مشكلتين. فسرها؟
ـ مشكلته الأولى إنه كان محبوبًا من بقية إخوانه، لأنه يشاركهم نفس المعاناة، وأيضًا دوم يحرضهم على الشكوى “للمدير” من أخوه المدلل. والمبالغة في دلاله.
ـ هذا كلام طيب، وين المشكلة؟
ـ المشكلة هي الثانية، قلّب على إخوانه. وصار ينافس أخاه المدلل في التصرفات والأنانية.
ـ معقولة؟
ـ بعد ما كان “يولع” الدنيا من حضوه اللي عند أخوه.
صار ينافسه عليها وعلى مميزاتها.
ـ وإخوانهم؟
ـ بينهم وبين بعض يقولون: رحنا فيها. “من حفرة لدحديرة”.
ـ والولد الأول إيش وضعه؟
ـ ياهوووو تفهم؟ قلنا ولد المدير.
ـ … والزبدة؟
ـ سلملي على المدير “وولد.. وولد” المدير.
وقلبي مع بقية إخوانهم، اللي مركزين في كل التفاصيل، بصمت، سلااااام.

قفلة
أفضل تعريف لذاتك، أنك لست أفضل من أحد، ولست كأي أحد، ولست أقل من أحد.