|


رياض المسلم
جديد اليوم الوطني وقديم الحمقى
2021-09-25
قبل أن يحلّ موعد اليوم الوطني السعودي يشمّر صنّاع القرار والمبدعون عن سواعدهم فيبهروننا بكل ما هو جديد احتفاءً بهذا اليوم المجيد، أشهرًا عدة يقضونها في التفكير والتخطيط ليخرجوا منتجًا يليق بهذا الوطن الغالي الذي يستحق منّا الكثير والكثير.
خلال متابعتي لكل ما هو جديد في اليوم الوطني الـ 91 للسعودية، أبهرني عرض القناة السعودية لفيلم الملك عبد العزيز ـ طيَّب الله ثراه ـ بالألوان خلال زيارته إلى مصر، فكان جهدًا كبيرًا قامت به الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بأن تعرض فيلمًا عن المؤسس بالألوان للمرة الأولى، ومهما عملنا فلن نوفي من ملأ حياتنا بالألوان في كل المجالات بعد عتمة سبقت توحيد البلاد حقه، فشكرًا لكل من قام بهذا العمل في تلفزيوننا العزيز.
وفي مركز الملك فهد الثقافي استمتعت بحضوري لأوبريت “ليلة وطن” الذي قدمته الهيئة العامة للترفيه ومجموعة إم بي سي، فلقد تجلّى نجوم الليالي الثلاث “راشد الماجد وماجد المهندس وأصيل أبوبكر سالم وداليا مبارك وعايض” في تقديم عمل يخلّد، فضلًا عن اللوحات الاستعراضية التي عملت في الحفل بكل احترافية تنقلك إلى العالمية بسرعة تفوق “الهايرلوب”.
الجهات الحكومية قدمت لنا مسيرات وفعاليات مختلفة، تصلنا الصور من هنا وهناك في كل مناطق ومدن ومحافظات بلادنا العزيزة، وحتى المجتمع تفنن في الاحتفال بطرق جديدة وأفكار مبتكرة، كل السعودية تبتهج بما هو جديد في كرنفال أخضر يسرّ الناظرين.
وفي غمرة الأفراح ولياليها الملاح لا بد من خروج بعض الحمقى عن النص بتصرف أرعن، وبالطبع نسبتهم لا تذكر، فمن غير المنطقي أن ترفض السباحة في البحر لأن شخصًا رمى علبة فارغة فيه!
والأكثر حماقة من هؤلاء ترديد آخرون لمثل هذه الأمور وتضخيمها وتصديرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففي كل عام يظهرون بانتقاداتهم المخجلة، فلا جديد يقدمونه، ولم يعد يؤثرون.
الرد الجميل على هؤلاء لخّصه الكاتب الصحافي سلمان الدوسري بتغريدة جاء فيها: “الخطر ليس في سلوكيات فردية شاذة تحدث في اليوم الوطني السعودي، فهذه يقف لها القانون بصرامة تحت طائلة قانون التحرش أو الذوق العام، الخطر الحقيقي في من يستغل تلك السلوكيات ليقتل فرحة وطن، محرضًا تارةً ومحبطًا تارة أخرى، لا يخدعونكم، احذروهم ولا تسمحوا لهم بتعكير فرحتكم”.
صناعة الفرحة التي نعيشها يقف خلفها رجال أوفياء يعملون بجد واجتهاد شهورًا طويلة من أجل إسعادنا، كما أسعد أجدادنا المؤسس ورجاله بتوحيد هذه البلاد.. فلنعش الفرحة ونترك لهم الحسرة.