|


محمد المسحل
من يُجمّد الحركة الرياضية؟
2021-09-25
تناولت في المقالة السابقة الفرق بين المؤسسة الرياضية الحكومية “وزارة الرياضة”، والمؤسسة الرياضية التابعة للرياضيين “اللجنة الأولمبية واتحاداتها”، وفصّلت الفارق بين مهام كل من المؤسستين، بناءً على ما هو متعارف عليه في أغلب “إن لم يكن جميع” دول العالم، وهو الأمر المتعارف عليه لدى المؤسسات الرياضية العالمية، مثل اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية المختلفة.
تقوم اللجنة الأولمبية الدولية، بشكل مباشر، وأحيانًا عن طريق شركائها الاستراتيجيين “مثل: مؤسسة التضامن الأولمبي” بمراقبة تطبيق الدول لمبادئ “الميثاق الأولمبي”، خاصةً فيما يخص مدى إدارة اللجنة الأولمبية الوطنية واتحاداتها، عن طريق الرياضيين فقط، دون أي تدخل من أي مؤسسات غير رياضية، مثل المؤسسات الحكومية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية.. وغيرها، وذلك لضمان اتخاذ القرارات الرياضية من الرياضيين، وتفادي تسييس النشاط الرياضي، واختطاف الرياضة من قبل المؤسسات الغير رياضية، ولهذا الأمر تاريخ يمكن قراءته في المراجع الرياضية والأولمبية.
وفي حال رصد أي تدخل غير مرغوب فيه من المؤسسات الرياضية، وغير منسق بين المؤسستين الرياضيتين الحكومية والرياضية “الأولمبية” تقوم اللجنة الأولمبية الدولية بتقديم استفسار طلب إفادة، وفي حال إثبات واقعة التدخل المخالف، تقوم اللجنة الأولمبية بإصدار إنذار بتجميد النشاط الرياضي الدولي للبلد المخالف مع فترة زمنية للقيام بالخطوات اللازمة، التي تثبت التوقف عن هذا التدخل، وفي حال عدم تنفيذ الخطوات المطلوبة خلال فترة الإنذار، تقوم اللجنة الأولمبية الدولية بإخطار جميع الاتحادات الدولية الأولمبية وشبه الأولمبية بتجميد الرياضة في ذلك البلد على الصعيد الدولي والقاري، حتى إشعار آخر، وهذا يعني أن الرياضة في ذلك البلد المخالف قد تتوقف 6 أشهر أو سنة بل وأكثر. وحدث ذلك في أكثر من دولة خلال العشر سنوات الماضية، مثل الهند والعراق والكويت وغيرهم.
ولذلك، من الضروري جدًا أن يتم تكريس المفهوم الأولمبي وميثاقه في المجتمع الرياضي، بل ومن الضروري أيضًا أن يتم إنشاء أكاديمية أولمبية لإعطاء الكورسات اللازمة لكل من يرغب بالعمل في الاتحادات الرياضية خصوصًا على الصعيد الدولي والأولمبي. حيث أن هذه الأكاديمية هي إحدى المهام الرئيسة للجان الأولمبية الوطنية، بل وهي من أهم متطلبات اللجنة الأولمبية الدولية في جميع الدول الأعضاء. خصوصًا إذا ما كنّا نخطط لاستضافة أحداث أولمبية وعالمية في العشر سنوات القادمة، حيث أن المؤهلات، التي تُكتسب من الأكاديميات الأولمبية، يتم الإشراف على مناهجها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية ومؤسسة التضامن الأولمبي بشكل مباشر.