تحت شمس النهار القادحة. الصيحات الصاخبة لعيال الحارة وسط الزحمة. همسات بائعي السوق السوداء في أذنك.
نداءات بائع عصير التوت والشاهي المنعنع، وأكياس الفصفص واللوز، وهي تتناغم مع بعضها كنوتة موسيقية.
ويبقى صوت العم سالم “يرحمه الله” من بينها وهو حامل كرتونه الصغير: كرميلا.. كرميلا.. كأنه صوت عبد الحليم حافظ، بالنسبة لنا في نهارات الشقى حول أسواره.
عيوننا خارج الأبواب التي امتلأ ما خلفها تتجول في محيط المكان.. كأننا قطاع طرق. بحثًا عن “غنيمة” منفذ للداخل بعد أن فقدت الريالات التي كنا نقبض عليها بيدنا الصغيرة كجمرة لنعبر إلى “جنة عدن” الكروية.
هكذا كنا نرى ملعب الأمير عبد الله الفيصل “ملعب جدة” في سنوات الوله بشعار الاتحاد من لا يحضر للمدرج ليس باتحادي تلك هي القاعدة السائدة، لإثبات الولاء وربما إلى الآن.
التذاكر نفدت! كل تخطيطي مع رفاق الشقى والشقاوة.. أنه لا سور أو باب أو حارس يحول دون تسللنا خلسة، والانضمام إلى من حالفهم الحظ بالتواجد في المدرجات.
نحن المجاورين للملعب أبناء الأزقة وأتربة حارات جنوب جدة ذات الكثافة السكانية، اتحادية أو أهلاوية.
كنا نشعر في مراهقتنا، أن لنا حقًا أصيلًا في هذا الملعب، الذي قامت سمعته على ثبات حضورنا نحن الكادحين في لقمة العيش الذين اقتطعنا الريالات من جيوب أسرنا، شغفًا بكرة القدم بقميص الأندية أو المنتخب.
كنا العلامة الفارقة في نجاح أي استضافة رياضية، محليًا، عربيًا، دوليًا، فكنا نستبيح دخوله بأي طريقة ماكرة، نشعر بلذة انتصار عجيبة، ونحن مهرولون نتبادل الضحكات حال نجاح خطتنا.
لكن أيُعقل بعد خروج ذلك الملعب “أبينا” القدير العريق من غرفة الإنعاش وعمليات جراحية عدة متعثرة له وسط غيبوبة عشر سنوات وهو في كامل عافيته مستعيدًا شبابه وأيامه المجيدة وعودة معاصريه وأجيال تختزله في ذاكرتها ووجدانها أن يكافئ صبر أبنائه المخلصين من عشاق القطبين العريقين “العميد والملكي” أولئك الذين عبروه كزائرين في أول افتتاحية له بنسبة حضور “60 %” من سعته الجديدة “27 ألف” متفرج؟
لماذا لا تتم زيادة نسبة الحضور في حدث كبير ومنتظر كهذا أو افتحوا المدرجات 100 % أتمنى ذلك. فلا يمكن تكرار الماضي المؤلم لجمهور ملعب عبد الله الفيصل في الحضور ولكن في صورة حديثة مشوهة. والأعجب أيضًا.. أن يكافأ ديربي بحجمه بتكليف الحكم الهويش الهش تحكيميًا، بقيادته مالكم كيف تقررون؟!
قفلة
الأشخاص الذين يتحولون فجأة إلى أعداء، كانوا حاقدين منذ البداية ولكنهم كانوا بارعين في التمثيل والنفاق.
نداءات بائع عصير التوت والشاهي المنعنع، وأكياس الفصفص واللوز، وهي تتناغم مع بعضها كنوتة موسيقية.
ويبقى صوت العم سالم “يرحمه الله” من بينها وهو حامل كرتونه الصغير: كرميلا.. كرميلا.. كأنه صوت عبد الحليم حافظ، بالنسبة لنا في نهارات الشقى حول أسواره.
عيوننا خارج الأبواب التي امتلأ ما خلفها تتجول في محيط المكان.. كأننا قطاع طرق. بحثًا عن “غنيمة” منفذ للداخل بعد أن فقدت الريالات التي كنا نقبض عليها بيدنا الصغيرة كجمرة لنعبر إلى “جنة عدن” الكروية.
هكذا كنا نرى ملعب الأمير عبد الله الفيصل “ملعب جدة” في سنوات الوله بشعار الاتحاد من لا يحضر للمدرج ليس باتحادي تلك هي القاعدة السائدة، لإثبات الولاء وربما إلى الآن.
التذاكر نفدت! كل تخطيطي مع رفاق الشقى والشقاوة.. أنه لا سور أو باب أو حارس يحول دون تسللنا خلسة، والانضمام إلى من حالفهم الحظ بالتواجد في المدرجات.
نحن المجاورين للملعب أبناء الأزقة وأتربة حارات جنوب جدة ذات الكثافة السكانية، اتحادية أو أهلاوية.
كنا نشعر في مراهقتنا، أن لنا حقًا أصيلًا في هذا الملعب، الذي قامت سمعته على ثبات حضورنا نحن الكادحين في لقمة العيش الذين اقتطعنا الريالات من جيوب أسرنا، شغفًا بكرة القدم بقميص الأندية أو المنتخب.
كنا العلامة الفارقة في نجاح أي استضافة رياضية، محليًا، عربيًا، دوليًا، فكنا نستبيح دخوله بأي طريقة ماكرة، نشعر بلذة انتصار عجيبة، ونحن مهرولون نتبادل الضحكات حال نجاح خطتنا.
لكن أيُعقل بعد خروج ذلك الملعب “أبينا” القدير العريق من غرفة الإنعاش وعمليات جراحية عدة متعثرة له وسط غيبوبة عشر سنوات وهو في كامل عافيته مستعيدًا شبابه وأيامه المجيدة وعودة معاصريه وأجيال تختزله في ذاكرتها ووجدانها أن يكافئ صبر أبنائه المخلصين من عشاق القطبين العريقين “العميد والملكي” أولئك الذين عبروه كزائرين في أول افتتاحية له بنسبة حضور “60 %” من سعته الجديدة “27 ألف” متفرج؟
لماذا لا تتم زيادة نسبة الحضور في حدث كبير ومنتظر كهذا أو افتحوا المدرجات 100 % أتمنى ذلك. فلا يمكن تكرار الماضي المؤلم لجمهور ملعب عبد الله الفيصل في الحضور ولكن في صورة حديثة مشوهة. والأعجب أيضًا.. أن يكافأ ديربي بحجمه بتكليف الحكم الهويش الهش تحكيميًا، بقيادته مالكم كيف تقررون؟!
قفلة
الأشخاص الذين يتحولون فجأة إلى أعداء، كانوا حاقدين منذ البداية ولكنهم كانوا بارعين في التمثيل والنفاق.