|


خالد الشايع
اللعب على العشب
2021-10-03
لدينا دوري قوي، مثير، يضم نجومًا عالميين، يصعب حصرهم، كلفوا أنديتهم عشرات الملايين، بيد أن قلة من المباريات، التي تظهر بشكل فني جيد، حتى ديربي جدة، الذي هزم فيه الاتحاد جاره الأهلي، لم يوف بوعوده المنتظرة، في معظم فتراته.
ما تزال المباريات دون المستوى، لأن المستوى الفعلي للعب، وتحريك الكرة بين أقدام اللاعبين، لا يصل حتى لنصف الوقت المقدر من حكم المباراة، اللاعبون ينامون على العشب مدعين الإصابة لإهدار الوقت أكثر من ركلهم للكرة، كثير من هذه الحالات تكون بإيعاز من المدرب، أو قائد الفريق في مشهد يفسد روعة المباراة، ويقتل الحماس فيها.
قبل نحو عشرة مواسم، قال الروماني كوزمين أولاريو، الذي كان يدرب الهلال حينها، إن وقت لعب الكرة في الدوري السعودي لا يتجاوز 30 دقيقة، وهو أمر يفسد المباريات، منذ ذلك الوقت، وحتى اليوم، لا يبدو أن الوقت ارتفع كثيرًا، بعض المباريات لا يكاد تدوير الكرة فيها يصل إلى عشرين دقيقة.
في مباراة الهلال والحزم، كلما ارتفع مستوى المباراة، وتحركت الكرة، سقط لاعب من الحزم، مدعيًا الإصابة، لقتل الرتم العالي، قد يقول: هذا من حقهم لكسب المباراة، الحقيقة أن هذا إفساد لذائقة المشجع، الذي دفع مالًا لمشاهدة المباراة ليتابعها بحماس، لا أن يشاهد اللاعبين يدعون الإصابة في كل كرة.
قد تكون مقبولة من الحزم عندما يلعب مع الهلال، أو الباطن مع النصر، ولكن غير مقبولة من الاتحاد أمام الأهلي، أو بين الفرق الكبيرة، إضاعة الوقت حيلة العاجز لا أكثر.
عدد تمرير الكرة في ديربي جدة بالكاد بلغ 710 تمريرات لكلا الفريقين، إذا اعتبرنا أن متوسط سرعة التمريرة الواحدة ثلاث ثوانٍ، فأن هذا يعني أن متوسط تحرك الكرة لم يتجاوز 35 دقيقة، وأن هناك نحو 55 دقيقة على الوقت بدل الضائع مهدرة، ما بين سقوط لاعبين أو إيقاف للكرة، أو لعب خطأ وسط الملعب، قرابة ثلثي الوقت المتابع ينتظر تحرك الكرة.
بقية مباريات الدوري تسير في هذا الركب، ما بين 700 و800 تمريرة بما فيها التمريرات القصيرة، مباراة الاتفاق والفتح لم تتحرك الكرة فيها إلا 639 مرة فقط، ولم تُسدد الكرة على المرمى إلا سبع مرات فقط.
من الطبيعي أن يكون الحضور الجماهيري ضعيفًا، المشجع لن يدفع تذكرة وصلت لأكثر من 60 ريالًا، ليشاهد مباراة مملة، يوعز فيها المدرب لاعبيه للنوم على الأرض بدلًا من البحث عن الأهداف.